عبدالعزيز الكندري: الأخلاق تمثل أهم القيم في الحياة البشرية وللمجتمعات كافة والأخلاق هي أهم عامل لكل مدير وقائد فلا يستطيع الإنسان أن يكون فاعلاً في الحياة من دون أخلاق سوية ومسطرة واحدة
زاوية الكتابكتب عبدالعزيز الكندري أكتوبر 14, 2020, 10:11 م 600 مشاهدات 0
الأخلاق تمثل أهم القيم في الحياة البشرية وللمجتمعات كافة، والأخلاق هي أهم عامل لكل مدير وقائد، فلا يستطيع الإنسان أن يكون فاعلاً في الحياة من دون أخلاق سوية ومسطرة واحدة من دون تمايز.
أما لو تحدثنا عن أخلاقيات الإدارة التي تمثل مجموعة الأسس التي يجب على المدير الأخذ بها والعمل فيها، حتى يكون هناك نجاح جوهري حقيقي داخل المؤسسة، فهي، الصدق والعدل ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وعدم تجاوز اللوائح والأنظمة.
ويذكر ستيفن كوفي، أن كل شيء في الحياة متوقف على قانون المزرعة، بحيث تحرث الأرض ثم تزرع وتسقي الحرث، ثم تزيل كل الحشائش الضارة حتى يخرج وينمو الزرع في جو صحي سليم.
ولو وضعت رجلاً لا يستحق الإدارة وأعطيته مسؤولية كبيرة فسيضيّعها بكل تأكيد، لذلك يقول كوفي: «المشكلات في الحياة تأتي عندما نزرع شيئاً ونتوقع حصاد شيء آخر مختلفاً تماماً، فالصحة البدنية تتوقف على المبادئ الطبيعية لقانون المزرعة وإنها مع مرور الوقت من الرياضة المنتظمة والغذاء الصحيح والراحة البدنية الكافية، والراحة الذهنية وتجنب المواد الضارة بالجسم، تصل إلى الحالة البدنية والصحية التي ترجوها، وكذلك الحاجات الاجتماعية، فالحقيقة الثابتة هي أن العلاقات الاجتماعية الجيدة تُبنى على المبادئ خصوصاً مبدأ الثقة، والثقة تنمو كلما أصبحت محلاً لها».
ومع الأسف أن الكثير من الناس يظن أنه لا توجد علاقة بين الإدارة والأخلاق، وكم هو مؤسف أن ننظر إلى الأخلاق في عالم التجارة والمال على أنها سذاجة، والبعض قد يستخدم صدقك معه في محاولة لإلحاق الضرر بك، وقد يحرث في نواياك وهذا دليل على مرض، ونفس غير سوية.
ولعل من الأمثلة على أهمية الأخلاق في إدارة المؤسسات ما حصل لشركة «إنرون»، التي كانت إحدى أكبر شركات الطاقة الأميركية، وأعلنت إفلاسها في ديسمبر سنة 2001، حيث كان كبار المديرين التنفيذيين يقدمون أرقاماً غير صحيحة وفيها مبالغة تزيد على أرباح الشركة الحقيقية بنحو مليار دولار، وقاموا بعمليات مشاركة وهمية ساعدتهم في إخفاء الخسائر والديون الفعلية، ما أدى إلى إفلاس الشركة وانهيار أسهمها وإلى فصل نحو خمسة آلاف موظف، وفقد أصحاب المعاشات وصغار المساهمين مدخراتهم التي استثمروها في أسهم المؤسسة.
انهيار «إنرون» كان حدثاً تاريخياً يتجاوز حدود الإفلاس، لأنه كشف عن فساد الأخلاق وكيف يؤثر على الشركات، وهو تقديم معلومات خاطئة عن الوضع الحقيقي، وبين هشاشة الشركات المحاسبية وأنها تفتقد مبدأ الشفافية.
وقد ذكر أحد المحللين آنذاك عن «إنرون» وما حصل من فضيحة أخلاقية: «شركة وهمية أرباح وهمية، سبب انهيار الشركة جملة من التلاعبات، تضخيم الأرباح وتضخيم قيم بعض أصولها، إخفاء الديون والخسائر وتسجيلها في القيود المحاسبية على أنها استثمارات، تهرب من دفع الضرائب الفيديرالية.
أدى هذا كله إلى إقبال المستثمرين على شراء أسهم الشركة بعد أن انطلت الخديعة عليهم بأن أوضاعها المالية متينة».
ما حدث لشركة «إنرون» سيحدث لكل مؤسسة تعمل بلا أخلاق وتحابي طرفاً على آخر، تغض الطرف عن أخطاء بعض الموظفين نتيجة نفوذه وقربه من المسؤولين، وفي الوقت نفسه لا ترحم من له حتى وجهة نظر مختلفة.
وصدق العقاد حين قال: «كن شريفاً أميناً، لا لأن الناس يستحقون الشرف والأمانة، بل لانك أنت لا تستحق الضعة والخيانة».
تعليقات