‫علي البغلي: اخوتنا في الإنسانية «حرامية التموين» لم يفعلوا أو يقوموا بما يقومون به إلا عندما أصبحت الكويت حقاً وفعلاً «بلد سايب»!‬

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 513 مشاهدات 0


اخوتنا في الإنسانية «حرامية التموين»، الذين أحال وزير التجارة الشاب خالد الروضان مشكوراً 51 شخصا محاسبا منهم للتحقيق والمحاكمة، لم يفعلوا أو يقوموا بما يقومون به إلا عندما أصبحت الكويت حقاً وفعلاً «بلد سايب»!.. فالتموين هو مواد غذائية مدعومة تعطى للعوائل الكويتية وخدمها فقط.

ودعم التموين للأسر الكويتية وخدمها يكلف المال العام سنويا عشرات الملايين من الدنانير، لكي نرى المواد التموينية تباع في «بلدنا السايب» وفي مناطق العزابية المعروفة بالشوارع والأرصفة، قمنا نراها أيضاً في بلدان عربية تباع على الأرصفة وأمام حوانيتها المحلية، لأنها تهرب بكميات كبيرة للخارج، ولا نعلم دور ومسؤولية إدارة الجمارك الكويتية في هذا الأمر وما تعليقها عليه.. إلا أنها تحركت مؤخرا عندما «استحفت ديرتنا» وبشرنا وزير ماليتها الاقتصادي المحنك بأن الميزانية العامة قد لا تتحمل دفع مرتبات موظفيها الحكوميين الكويتيين والوافدين في الشهور القادمة. وكانت تلك الصدمة ينطبق عليها القول «رب ضارة نافعة» عندما فتح أهل الكويت عيونهم على سرقة تموينهم، والسرقات تتم غالباً من قبل بعض موظفي التموين من الوافدين، فالكويتي عندما يتقدم ببطاقته المدنية لا يأخذ كل المواد التي تغطيها حصته الشهرية، لينتهز الفرصة محاسب التموين ويأخذها لنفسه ويبيعها للباعة الجائلين في مناطق العزاب المعروفة، أو ليصدرها للخارج وغالبا لبلده الأم!

وقد طرح حل تكويت وظائف فروع التموين، وجاء الرد سريعا من أحد المسؤولين عن ذلك القطاع، في أن هناك عزوفاً كبيراً لدى الشباب الكويتي للعمل في ذلك القطاع لأسباب، أبرزها التوقيع على عهدة مالية بمبالغ كبيرة، وتدني رواتب ذلك القطاع التي تتراوح بين 400 و600 دينار، اضافة للشروط التعجيزية التي تفرضها وزارة الشؤون الاجتماعية لقبول الكويتي (صحيفة الراي 13 اكتوبر الجاري).

ونحن لا نملك إزاء ذلك إلا أن نضرب كفا على كف.. فالتكويت ممكن أن يتم بتوظيف المتقاعدين شبه الشباب، أو بزيادة مرتبات الخريجين لتصبح رواتبهم مجزية اذا أضفنا لها مبالغ «دعم العمالة الكويتية» فأين المشكلة إذن؟!

مشكلتنا في من يدير امورنا العامة، فهنا يبرز دور وزارة الشؤون المسؤولة والمسيطرة على قطاع التعاون، بالمشاركة مع وزارة التجارة، في ضرورة تذليل تلك العقبات الأكثر من سهلة امام توظيف الكويتيين وإحلالهم بدل إخوانهم في الانسانية الوافدين «ويا دار ما دخلك شر» على قولتهم. وكفانا تسيبا مصطنعا في بلدنا الملتاع من اداراته الحكومية التي تقطر وتشجع على التسيب!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك