الخميس :لنصلي من اجل الربعي

زاوية الكتاب

كتب 635 مشاهدات 0


يستحق الربعي أن نصلي لأجله لست أدري كيف سأكتب عن الدكتور أحمد الربعي، لكنني أعلم أنه يستحق ان اكتب له وعنه... ويستحق أكثر من ذلك أيضاً، يستحق الكثير الدكتور الربعي. أعوام طوال يقطف الربعي أزهار البنفسج من حدائق قلبه ليزرعها في صحراء الوطن... يمتص رحيق وجدانه ليسقي تلك البنفسجات. يستحق الربعي ان نذكره وأن يتذكره الوطن، وأن يشكره، يستحق أيضاً ان نصلي له، وأن يصلي معنا أشد خصومه في الحياة السياسية والبرلمان... صلوا لأجله، وادعوا له بالشفاء والصحة. لم يقف الربعي يوماً على حافة الوطن يرميه بزجاجات الغضب، ولم يعتل منابر الحقد في الخارج ليعبر عن رأيه ويعلن معارضته... امتطى الربعي صهوة الحرية من داخل الكويت وعبر عن حماسه بطريقته التي عكست شخصيته التي نعرفها جميعاً... اتفقنا معها او اختلفنا، لكنها تظل لا تعبر الا عن شخصية واحدة لا ننكر ابداً أننا كنا نقف أمام كلماته وأسلوبه وتعبيراته مذهولين. لم تكن كتابات الربعي على جدار الوطن شخبطات بالية... ولم تكن كلماته هلوسات خالية... كان الربعي حين يكتب وحين يتحدث وحين يفكر... يمتص من عقله رحيق المعاني... ويستنزف بلسم الحياة من روحه ليذرفه ربيعاً للوطن... كان مهموماً لدرجة الاندماج بالأسى والعيش فيه... ليشكل هو ومرض الوطن حالة وجدانية واحدة... تؤثر على صحته ويصبح معلولاً بها. لا يعاني الربعي من مرض او يشعر بألم... إنه الوطن الذي تلبسه حتى بات مهموماً به ومعلولاً بأساه. لم يستسلم الربعي يوماً لشيء... حتى المرض قاومه بشدة وضراوة. لم يكن الربعي يحلم بالكثير... كان يتمنى مستقبلاً مشرقاً، لأبنائه وأبنائنا... سعى إلى تحقيقه. سيرة حياة الربعي غريبة ومليئة بالأحداث... من سجون ظفار في عُمان... إلى مقاعد الورزاء في الكويت... تخيلوا... إنها حكاية كفاح نتمنى ان تسجل... أتمنى أن يكون الدكتور الربعي قد فعلها ليوثق تلك المرحلة بكل ما فيها من ذكريات ومآس... وبكل ما تكتنزه من احباطات وانتصارات وبكل ما يغلفها من حلاوة ومرارة. ممتع الدكتور الربعي في جلسته وحديثه وذكرياته، ممتع في شغبه وعبثه ومشاكساته... ممتع في غضبه وعنفه وخصوماته... ممتع في فكره ورأيه وكتاباته... ممتع في ذكرياتنا معه وحوله... ممتع عندما نتذكره ونتذكر من اتفقوا معه ومن اختلفوا معه ومن اختلفوا حوله ومن كتبوا عنه... لا أنسى حين كتب عمنا الرائع سليمان الفهد قبل قرابة عشرين عاماً مقالاً بعنوان «الساحر» رسم خلاله صورة كتابية للدكتور الربعي تعجز الأقلام ان تأتي بمثلها. لم يكن الربعي حالة عامة في الكويت، بل كان ومازال شخصية استثنائية لا تملك الا ان تحترمها وتجلها حتى وإن اختلفت معها اعواماً طوالا... لقد استغل الربعي المناخ الديموقراطي في الكويت وعبر عن رأيه بطريقته... حرك كثيراً المياه الراكدة... رمى الكثير من الحجارة في بحيرة السياسة الكويتية فكون حالة خاصة به هو وحده يعلم أسرارها وخفاياها ومتطلباتها. طالباً وكاتباً ومعارضاً ونائباً ووزيراً كان الربعي هو الربعي... ثائراً ومثيراً للجدل. لم يكن الربعي محارباً ديبلوماسياً، كان صوتاً قاسياً، كان صوتاً مختلفاً... صلوا لأجله... لا تبخلوا عليه بالدعاء... إنه والله يستحق ذلك... دام سالماً...ودمتم سالمين... اللهم آمين. ماضي الخميس
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك