محمد العوضي:فرق بين حزب التحرير والقاعدة
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2007, 10:54 ص 550 مشاهدات 0
حزب التحرير لا بواكي له
جاءتني أخبار اعتقالات أفراد حزب التحرير الاسلامي وأنا في مكة المكرمة ثم المدينة
المنورة، وكنت أتابع هاتفياً تطورات الأخبار المحزنة مع من له صلة بهم من أقارب
ومعارف، عرفت حزب التحرير وأنا في سنة اولى ثانوي حيث لاحظ علي سيدي الوالد حفظه
الله حرصي على القراءة، فكان يزودني بكل مطبوعات المجلس الوطني للثقافة والفنون
والآداب من مجلة العربي الى عالم الفكر الى عالم المعرفة... وكنت اجد احياناً معه
منشورات عبارة عن رأي شرعي في الأحداث السياسية مذيلة بتوقيع حزب التحرير... وعندما
سألت الوالد عن هذه المنشورات قال هذه من محمود الداعور، كان فلسطينيا أحمر البشرة
يعمل في شؤون القصر مع الوالد الذي كان يشغل وقتها رئيس قسم التركة، وكان محمود
الداعور يزورنا في المنزل حيث علاقة الاسرتين كانت حميمة، وكنت اسمع منه رأياً
وجدلاً وتحليلاً ووعياً للأحداث السياسية من منظور شرعي يختلف عن التيارات
الاسلامية الأخرى... ومضت الايام، قبل سنتين شاركت في الاسبوع الثقافي الكويتي في
الاردن وقمت بالقاء محاضرة في جامعة العلوم التطبيقية، وإذا بأحد الحاضرين من
الجمهور يعلق على المحاضرة وإذا به صديق الوالد محمود الداعور. طول معرفتي بمحمود
الداعور لم اسمع منه فكرة تدعو للتغيير بالعمل المادي ولم تلتقط منه اذني كلمة عن
ضرورة الانقلابات العسكرية أو الاغتيالات او إحداث فوضى، بل كان التركيز والمنطلق
هو نشر الوعي واستقطاب النخب الفاعلة للتغيير الاجتماعي من خلال تصحيح المفاهيم،
وحزب التحرير معروف بطول النفس في الحوار والدفاع عن افكاره وعرض أطروحاته، لهذا
كان والدي يسميهم حزب المناظرات، وفعلاً نراهم في المحافل العامة يبرزون في التعليق
والمشاركة.
وذكرتني اعتقالات حزب التحرير في الكويت كذلك بالحوار الذي اجراه معي تركي الدخيل
في برنامجه اضاءات حيث كنت ثالث ضيف عليه، وسألني عما إذا كانت لي علاقة بحزب
التحرير فقلت نعم، وذكرت له ان الحزب يفرق بين منكرات الافراد ومنكرات الحكام، أي
ان هناك منكرات يرتكبها احاد الناس وهذا يصح ان تمنعه وتصده عن الخطأ مثل ان تنقذ
امرأة من محاولة اغتصاب، أما منكرات الحكام ليس لنا الا النصح والانكار القلبي،
مثال: قد يكون نظام بلد يبيح الخمور قانوناً ويبيعها علناً في الدكاكين والسيارات
والفنادق، حزب التحرير يقول: لا يجوز الهجوم على هذه المحلات وتكسيرها كما تفعل
جماعات الجهاد في الصعيد مثلاً... لماذا؟! لأن النظام يتحمل مسؤوليته أمام الله...
بالله عليكم حزب هذه قواعده وفهمه للتغيير كيف وبأي حق يتهم بزعزعة النظام وتهم اقل
ما فيها احكام المؤبد والاعدام!!!
وما يجهله الكثيرون ان منهج حزب التحرير يختلف عن منهج القاعدة وقبل سنتين زارني
المحرر في جريدة الشرق الأوسط نواف الجديمي وطلب مني زيارة لديوانية حزب التحرير،
وذهبت به اليهم واجرى حواراً طويلاً نشره في صفحة كاملة في «الشرق الأوسط» ولمس من
حوارهم مدى التباين بين تنظيم القاعدة في استراتيجيته العامة والتفصيلية في التغيير
وبين خطوات حزب التحرير المبنية على العمل السلمي من خلال تبني اجتهادات فقهية
موجودة في امهات المدونات الفقهية الاسلامية، ومن خلال حوار شفاهي وتواصل اجتماعي
وبيانات.
لقد أسفت كل الاسف ان تتهم هذه الديوانية التي أتردد عليها تقريباً بالشهر مرة
بزعزعة امن البلاد!! ان الكويتيين من خلال مخاض طويل أسقطوا قانون التجمعات سيئ
الذكر والشكل، فكيف يحصل هذا التراجع للوراء من خلال التصعيد والتهويل في قضية شباب
حزب التحرير، وهم الذين لا يتبنون العنف ولا العمل المادي في الدعوة الى
اجتهاداتهم!
أحمد الديين وعايد المناع
أثناء وجودي في المدينة المنورة سألت هاتفياً هل كتب أحد من الصحافيين عن مظلمة حزب
التحرير، فأثنوا على مقالين أحدهما للزميل احمد الديين والآخر للدكتور عايد المناع،
والزميل عبداللطيف الدعيج والدكتور وائل الحساوي أشارا سريعاً للموضوع. العجيب
والغريب هو تردد النواب في التفاعل مع الموضوع بينما رأيناهم في موضوع الزميل
الصايغ برزوا بصوت عال وجاء التصعيد قوياً، هل كي يدافع النواب عن إنسان يقتضي ان
يكون صحافياً أو وراءه كتلة سياسية مدعومة من كتلة برلمانية، هل لأن حزب التحرير لا
يجامل ولا يتحمس للانتخابات البرلمانية وليس وراءه طائفة أو قبيلة أو جماعة إسلامية
واسعة الانتشار، يهمل ومنتسبوه لا يعرفون النفاق؟! لقد أخبرني من حضر ندوة التحالف
الوطني انهم لم يشيروا الى افراد حزب التحرير رغم مرور اسبوع او أكثر على اعتقالهم،
وان الدكتور عبدالمحسن المظفر عضو حقوق الانسان كان المتوقع منه ادراج شباب التحرير
في المظلومية مع الزميلين الصايغ والقامس لكنه لم يفعل وكان الأمر مثار استغراب...
انني اعرف المعتقلين لذا آسى عليهما وأرجو ازالة المحنة عنهما وللحديث بقية
محمد العوضي
الراي
تعليقات