فيصل السبيعي :وقوف الكويتيين امام بيت الزكاة مخجل
زاوية الكتابكتب أغسطس 22, 2007, 10:44 ص 567 مشاهدات 0
البدون والفقروالمدينون
قال الإمام علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه) فيما روي عنه: «لو كان الفقر رجلاً
لقتلته».
وهذا القول الحكيم يشير بقوة إلى خطورة الفقر وتفشيه بين فئة من الناس! فالإمام علي
يتمنى لو استطاع ان يقضي على الفقر اتقاء لشروره باعتباره فتنة تشعل نوازع الإحساس
بالظلم وانتفاء العدالة، لاسيما ان جزءاً كبيراً من البدون كانوا يعيشون في هذه
الأرض المباركة برفاه وبحبوحة مالية قبل عامين وفجأة أصبحوا خالي الوفاض من قرارات
جاءت من دون دراسة مستفيضة، وتأن لايجاد بدائل أخرى وتمهد المناخ للنقمة ومشاعر
بائسة لانها تجرد المجتمع من خصائص التكامل الأمني والإنساني! فالفقير الذي لا يجد
ما يسد رمقه سيرى في مجتمعه وسطاً ظالماً لا يستحق الولاء، وكياناً يفتقد العدالة
والمساواة ولا يتيح لأفراد قضوا حياتهم في هذا البلد فرصاً للعيش الكريم، وبالتالي
يسوغ لهم الخروج عليه واتيان أفعال مجرمة قانوناً!
قال الإمام علي في عهد الراشدين حين كان العدل هو هاجس الخلفاء وهمهم الذي يؤرق
ليلهم ويقود نهارهم، فأين نحن الآن؟ أليس الفقر مفرخاً الجريمة والإرهاب والتعصب
ومشاعر الغضب والتمرد؟ أليس الفقر يخلق البيئة المثالية لنمو الاتجاهات السلبية
المعادية للمجتمع ومسلماته وتقاليده؟ لقد استطاعت الدولة في الكويت - بجهد جهيد -
وبعد دفع الثمن الباهظ ان تحاصر جماعات الإرهاب وتسيطر عليها، وربما تكون قد
اصابتها في مقتل! ولكننا لا بد ان ننبه إلى حقيقة لا بد ان يراها كل كويتي يفكر او
يدقق النظر... حقيقة اننا ربما نجحنا في حصد العيدان، ولكننا لم نقتلع الجذور! ولكي
نحدد الجذور لا بد ان نعمق النظر في خريطة الفقر وتوزيعها على ارض هذا الوطن ونبحث
كيف نقضي عليه كما تمنى الإمام علي.
إن وجود هؤلاء الكويتيين المدينين أمام بيت الزكاة بكثافة شيء مخجل ويدق ناقوس
الخطر، فهناك الأطراف التي خلقت المشكلة وفاقمتها من بنوك وشركات، فهي التي أدت إلى
هذه الكارثة والجهات المعنية في سبات عميق لا تحرك ساكنا لإيجاد الحلول وكبح جماحهم
لاستغلالهم للمواطنين وبفوائد تصاعدية وقروض عالية! والمستغرب ان الحكومة توزع
الهبات يميناً ويساراً وتترك ابناءها فريسة أمام البنوك لتنهشهم حتى العظام. إن هذه
المعضلة توجب على الجهات المعنية ان تتدارك هذا الفقر وتحاول ايجاد حلول سريعة
لهؤلاء المعوزين وإلقاء نظرة واحدة كافية لهؤلاء أمام بيت الزكاة كافية لالتفات
المسؤولين وإنهاء هذه المشكلة التي تؤرق الكثير من العوائل.
إن وجود هذه الفئة من الناس وصمة عار تلحقنا جميعاً ولا يبرأ من تحمل مسؤوليتها
كويتي واحد أياً كان موقعه او مستواه او ثقافته، وأسوأ ما يمكن ان نواجه به هذه
الحالة ان ندفن رؤسنا في الرمال ونسارع إلى الانكار وإلقاء التهمة على من سبق عبر
تلك الجملة الفولكلورية التي أصبحت من سمات الخطاب السياسي: ورثنا تركة مثقلة يقع
وزرها على الذين من قبلنا!
فيصل السبيعي
الراي
تعليقات