د.عيسى العميري: إن وزارة الصحة وعبر الحكومة يتعيّن أن تشكل فرقاً تطوعية توكل إليها مهمة تطبيق التباعد في جميع أنحاء البلاد بشكل جدي وحازم

زاوية الكتاب

كتب د. عيسى العميري 692 مشاهدات 0


كما تحدثنا عن أداء بعض أجهزة الدولة في المقالات السابقة، فإننا هنا يتعيّن علينا إلقاء الضوء على أداء وزارة الصحة خصوصاً في ظل أجواء وباء كورونا المستجد (كوفيد 19). ومن واقع الحال فإننا نلمس المجهودات المبذولة في هذا الشأن، ولكننا نتطلع إلى الأفضل.
فمن واقع المسحات، التي تتم بالآلاف يومياً،  فأن الإصابات بفيروس كورونا لا تزال مستمرة. وإن سعي وزارة الصحة لمكافحته بكل السبل هو أمر محمود، لكننا في المقال نريد مضاعفة هذه الجهود، لأن الأمر يتعلق بصحة الناس.
لذا فإن المواطن الكويتي يتمنى من زارة الصحة مضاعفة الجهد من أجل معالجة انتشار هذا الوباء، وذلك برعاية المصابين بكورونا، رعاية عالية الجودة، والتأكد من اتباع الإجراءات الصحية اللازمة، كي لا تنقل العدوى إلى أشخاص غير مصابين بالفيروس ومرافقيهم، وذلك أثناء تواجدهم في بعض تلك المستشفيات والمراكز الصحية. أو في أماكن التجمع.
ومن ناحية أخرى يجب تفعيل الإجراءات الاحترازية التي تشترطها وزارة الصحة عبر القرارات التي تعلنها الحكومة، وهي إجراءات مهمة لمكافحة هذا الوباء العالمي، الذي يلف الكرة الأرضية، فعلى سبيل المثال لا الحصر نشير إلى الرقابة على تطبيق التباعد الاجتماعي خلال بعض الأنشطة، التي تم التصريح بفتحها، والتي يمكن أن تشكل خطراً، وتساهم في تفشي الوباء بشكل لا يمكن السيطرة عليه.
إن وزارة الصحة - وعبر الحكومة - يتعيّن أن تشكل فرقاً تطوعية توكل إليها مهمة تطبيق التباعد في جميع أنحاء البلاد بشكل جدي وحازم، إذ إن فتح البلد ليس هو المؤشر على سلامة الوضع الصحي في ما يخص انتشار الوباء، فلم نصل بعد إلى حال الصفر، كما هو الحال مع الصين مصدر الوباء، فالحالات التي نراها يومياً وعلى الرغم من أنها جاءت نتاج مسحات، إلّا أنها تمثل مؤشراً خطيراً في تبعات هذا الوباء. يتعين على وزارة الصحة - كما عهدناها - أن تكون متيقظة، وجاهزة لأي طارئ.
وما نود قوله هنا إن مَنْ يقوم بتطبيق الإجراءات الاحترازية هم أصحاب المصالح أو الأنشطة، الذين ينفذون التباعد، وهذا الأمر منافٍ تماماً للمنطق والعقل، إذ إن صاحب النشاط يقوم فقط بطبع استكر تباعد واستكر إجبار ارتداء الكمام، أو توفير معقم أو ميزان قياس حرارة غير ذي فعالية، وغالباً لا يتم قياس حرارة لكل مَنْ يدخل لتلك الأنشطة التجارية في حالات الازدحام وخلافه، بينما ثقافة التباعد ربما لا يتم تطبيقها في الغالب.
فالإجراءات الاحترازية تحتاج إلى الحرص على تطبيقها من خلال المواطنين والمقيمين، خصوصاً في ظل قرار الحكومة الأخير، الذي إلغى الحظر الجزئي كلياً...  إنه أمر مهم كي تتمكن الكويت من القضاء على فيروس كورونا أو على أقل تقدير السيطرة عليه، وذلك كي ينعم الكويتيون وكل مقيم على أرض الكويت بالأمن والاطمئنان، كما ندعو الله للجميع بالسلامة، وأن يزيل عن العالم كله آثار هذا الفيروس... والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك