علي البغلي: غسلنا ايدينا منكم جميعا ونفكر بجدية في المطالبة بمقاطعة الانتخابات القادمة حتى لا ينالنا اثم رجوع امثالكم للكراسي!
زاوية الكتابكتب علي البغلي أغسطس 29, 2020, 10:43 م 592 مشاهدات 0
أعتقد بعمق أن الله سبحانه وتعالى سيمحو لنا كثيرا من سيئاتنا؛ لأننا تعذبنا بالدنيا قبل الآخرة! ومصدر وسبب تعذيبنا هذه الأيام هو حكومتنا من أكبر إلى أصغر موظف فيها، وكل الهيئات «اللي ما لها لزوم» والتابعة لها، ومجالسنا الأخيرة بمن فيها من أعضاء انتخبناهم لتمثيلنا بالتشريع والرقابة على أساس أن نظامنا السياسي والمفترض فيه أن يكون ديموقراطياً يقول في المادة 6 من الدستور «نظام الحكم ديموقراطي، السيادة فيه للأمة مصدر جميع السلطات، وتكون ممارسة السيادة على الوجه المبين بهذا الدستور».
فلم نعد نرى ديموقراطية، ولم نعد نمارس السلطة كأمة، بل ان أغلب من يمارس السلطة من الحكومة والمجلس أساء الى هذه السلطة، وبالتالي أساء الينا أبشع إساءة!
وإلا فكيف نرى الفساد نخر في السلطة التنفيذية لتزداد عندنا جرائم المتاجرة بالبشر وسرقة المال العام وتنظيف الأموال المتحصلة من جرائم خارجية، والتجسّس علينا كأفراد، وقمع أقل رأي نقوله لا يصادف قبولا عند معظم من بيدهم السلطة، وإعطاء وتنصيب من لا يستحق في المراكز العليا لغض النظر عن إساءة السلطة لاستخدامها تلك السلطة، ولإرضاء أعضاء كثر بمجلسنا التشريعي بـ«تضبيط» ناخبيهم ومفاتيحهم حتى يعودوا ويجثموا على صدر التشريع والرقابة مدة أخرى؟!
وكيف نسكت عن مظاهر الثراء المفاجئ لكثير من أعضاء مجلس الأمة الذين تبوأوا تلك الكراسي بأصواتنا، ثم يفاجئوننا بملايينهم التي لم تنزل قطرة عرق واحدة منهم عندما جنوها؟! ومصدرها معروف من الاموال العامة او الاموال المتحصلة من جرائم الاتجار بالبشر وتنظيف الأموال المتحصلة من الجرائم والواسطات لمعاملات حكومية غير قانونية.. وما شابه!
* * *
نرى هؤلاء الأعضاء يستجوبون ويطيحون بمن لا يستحق الاستجواب والإطاحة، ونراهم يولون ويمنحون الثقة لمن يقطر فساداً وسوء أداء من بعض الأطراف الحكومية! رأينا ونحن على ابواب الانتخابات الاستجوابات التي ما أنزل الله من بعضها من سلطان، ورأينا كيف يطاح بوزراء لم يمارسوا السلطة إلا لأيام معدودة، وكيف يستمتع بالكرسي العام من ارتكب أخطاء في ادارته الحكومية والهيئات التابعة لها أكثر من عدد شعر رأسه!
ومظاهر فساد أعضاء في حكوماتنا وأعضاء مجالسنا الأخيرة يمكن تعدادها بالمجلدات ويعرفها القاصي والداني، لكن المستفيد من افراد الحكومة والنواب وبعض ناخبيهم ومعاونيهم ساكتون وراضون، وغير المستفيد مثلنا – والحمد لله – ما له إلا «التحلطم». لذلك، نقول لمن ابتلانا الله بهم في السلطتين: غسلنا ايدينا منكم جميعا، ونفكر بجدية في المطالبة بمقاطعة الانتخابات القادمة، حتى لا ينالنا اثم رجوع امثالكم للكراسي!
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
* هامش:
بعثت لأحد الأصدقاء الكتّاب صورة ابن لنائب من نواب الفساد ويقود سيارة مكشوفة غالية الثمن في أحد شوارع المدن الأوروبية، فعلّق على الصورة، قائلاً: هذا ابن أحد نواب الدولة العميقة.. فقلت له: لا وانت الصادق هذا ابن أحد نواب الدولة الغريقة!
تعليقات