مبارك العبدالهادي: موقف بعض الإصلاحيين بالتصريحات المختزلة والتذمر المستمر بحجة أن هذا الأمر أفضل من مشاركتهم السياسية ليس حلا بل انتكاسة لمعالجة الواقع والهروب لأنهم يخشون الفشل
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي أغسطس 20, 2020, 11:18 م 724 مشاهدات 0
الرسامون في العالم دائما يعرضون لوحاتهم الجميلة بطريقة تستعرض واقعة ما أو قضية معينة يعبر فيها حتى بنقطة مضيئة وحولها الظلام الدامس، وقد يراها البعض كل من منظوره الخاص أو عقليته وتفكيره، ونحن لدينا في السياسة أيضاً رسامون، ولكن ليس لجمالية الصورة بقدر ما هي لتشويهها كما هي الحال في واقعنا السياسي الذي يشهد مطبات هوائية تصعب السيطرة عليها، نظراً لتفاقم القضايا والملفات التي تنكشف الواحدة تلو الأخرى في كل يوم، لكن من الرسام المشوه لكل هذه المشاهد والذي يدير لوحاته حسب عقليته السياسية المحدودة التي تعيش على التوتر حتى يستمر في بطولاته الوهمية؟
والمشكلة ليست في الرسام الفاشل بل "بالتبع" الذين اعتادوا أن يصبحوا أدوات بيد الآخرين كحال بعض النواب الأفاضل الذين "ضيعوا المشيتين" بسبب الرسام الذي أعطاهم دورا في لوحة الوهم التي اعتقدوا أنها ستكون أكثر جذبا للجمهور.
وما يدور في فلك الرسام وشلته من بعض العابثين هي استخدام طريقة التهديد والوعيد لكل من يتصدى لعبثهم أو يكشف أساليبهم أو لا يلتفت لألاعيبهم، ولكن لماذا الصمت تجاه هذا المدمر لمشهدنا السياسي والمسيطر على عقلية بعض الناقصين علميا وعمليا؟
هناك من يرى أنه لا بديل عنه وأعوانه في هذه المرحلة الصعبة، وآخرون يرون أنه انعكاس لأوضاع سابقة وغيرها من المعتقدات والتنظيرات التي لا تتوقف عن تكهنات بعض المحللين الذين يتحدثون أكثر مما يعملون.
والعيب ليس في الرسام ولكن في التيارات السياسية التي أصبح وجودها في المشهد السياسي شبه غائب، إلا من تغريدات تنتقد الحال والتذمر المستمر من تطورات الأوضاع دون أن تكون لهم مشاركة فعلية للمساهمة في معالجة الخلل، وكل ذلك لن يتم إلا من خلال إعادة ترتيب وغربلة الكتل السياسية الوطنية، ويكون لها دور حقيقي وحضور مؤثر في الانتخابات المقبلة والمشاركة للتصدي للعابثين، لأن التستر خلف عباءة "تويتر" لن تكون حلا للإصلاح، خصوصا أن العابثين لهم ذيول في مواقع التواصل الاجتماعي يعملون ليل نهار لتجميل الصورة والهجوم على كل من يكشفهم.
إن اختصار موقف بعض الإصلاحيين بالتصريحات المختزلة والتذمر المستمر بحجة أن هذا الأمر أفضل من مشاركتهم السياسية ليس حلا، بل انتكاسة لمعالجة الواقع والهروب لأنهم يخشون الفشل.
إن الشارع الكويتي أيضا يتحمل المسؤولية الأكبر في مواجهة النواب العابثيين وتغيير تركيبة المجلس في الانتخابات المقبلة، خصوصا أن العديد من هؤلاء أصبحوا يظهرون بالمشهد فجأة وكأنهم أبطال وهم في حقيقة الأمر يحاولون تجميل صورتهم في لوحة الرسام المشوهة.
تعليقات