‫علي البغلي: لسنا دبلوماسيين لكن أحد أهم أسس العلاقات الدبلوماسية التي تبلورت على مر السنوات والقرون هو مبدأ المعاملة بالمثل‬

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 615 مشاهدات 0


لسنا دبلوماسيين، لكن أحد أهم أسس العلاقات الدبلوماسية التي تبلورت على مر السنوات والقرون هو مبدأ المعاملة بالمثل. فإذا قامت دولة بالإساءة او عدم المعاملة الحسنة لمواطني دولتي، فبإمكاني الرد بأني سأضطر الى معاملة مواطنيها بالمثل. فإذا كانت دولة ديموقراطية ومن يحكم فيها يحاسب على أقل هفواته فإنه – أي من بيده القرار – سيتركد في أخذ تلك القرارات التي لم يكن وراء أخذه لها مبرر ملموس.

وأتكلم اليوم عن الجمهورية البولندية، أو كما كنا نسميها بولندا أو Poland أيام حكم الشيوعيين لها، وقد كنا من أوائل من اعترف بنظام حكمهم عندما تحرروا من نير التسلط الشيوعي السوفيتي، وقد لاحظت في السنين الأخيرة – ما قبل مرحلة كورونا – عندما أدخل لذلك البلد أو أخرج منه عن طريق منافذ الخروج الرسمية، أن هناك تأخيراً لي لأن باقي المسافرين لم يكونوا يأخذون الوقت الذي يستغرقه إنهاء معاملتي؛ دخولي أو إقامتي، مع أني حامل لجواز سفر خاص! وقد استفسرت من بعض زوار ذلك البلد المنتظمين، فقالوا لي إنهم يعانون من نفس المعاملة مع أنهم أتوا لذلك البلد كسياح – يصرفون عملة صعبة – ولن يعملوا هناك أو يأخذوا من خيرات ذلك البلد!

***

آخر ما وصلني من زوار ذلك البلد المنتظمين، أن أي منتم أو حامل للجواز الكويتي يمنع من دخول ذلك البلد، وهو الأمر المثير للاستغراب والكثير من علامات التعجب.. فالصديق الذي اشتكى لي موجود الآن في الخارج، وهو في تركيا الآن ثم سيتوجه الى أراضي بريطانيا العظمى، ويقضي هناك حوالي اسبوعين، وقد أعلموه من بريطانيا أن أي منتم أو حامل للجواز الكويتي لا يمكنه ركوب الطائرة البريطانية او البولندية المتوجهة لعاصمة بولندا «وارسو». وقد اتصل بوزارة الخارجية الكويتية، وأكدوا له الخبر. وأعلموه انهم داخلون الآن في حوار دبلوماسي مع البولنديين الرافضين لدخول من يحمل الجواز الكويتي الى اراضيهم. مع العلم أن باقي الدول الأوروبية ليس لديها هذه المشكلة أو ذلك التعنت غير المبرر اذا جاءهم المواطن من دولة آمنة ضمن قوائم أمضى فيها اسبوعين! وهو أمر تمت مناقشته الآن مع الاتحاد الاوروبي، الذي انتمت له بولندا مؤخراً بعد تحررها من النفوذ السوفيتي. وقد يكون السبب هو الخلافات الأوروبية ومبدأ المعاملة بالمثل الذي خرج عن نطاق العمل الجماعي في الاتحاد الأوروبي، وفهم بعض الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بأن قوائم الدول القائمة المحظورة الممنوعين من الدخول لبلادهم بسبب جنسياتهم وليس بسبب أنهم قادمون من تلك الدول بسبب انتشار الفيروس. وهو الأمر الذي يسيس الموضوع وليس له صلة بالاعتبارات الصحية!

ونحن من خلال هذه الأسطر المتواضعة نطالب معالي وزير الخارجية الشيخ الدكتور أحمد الناصر ومعالي وكيلها خالد الجارالله والمسؤول عن ملف علاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي الأخ الفاضل وليد الخبيزي، اصدار قرار فوري بمعاملة المواطنين البولنديين بالمثل حسب العرف والقوانين الدبلوماسية السائدة، ويكفينا ما نتلقاه من شتم وإهانات من مواطني دول نعتبرها شقيقة لم نقصر عليهم بشيء. وهذا موضوع آخر نتمنى ألا نفتحه، لان المخطئ يجب أن يصحح خطأه ويحس به من نفسه، فقد زاد الكيل مؤخراً..

تعليقات

اكتب تعليقك