مبارك الدويلة: ما دامت هناك أمة تعيش على أرض فلسطين وترفع صوتها بالتكبير فالأمل موجود ووعد الله لهم سيتحقق بالدخول الى القدس وتحريرها من دنس الصهاينة المغتصبين
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة أغسطس 17, 2020, 10:57 م 756 مشاهدات 0
أصدرت عشرات مؤسسات المجتمع المدني من جمعيات نفع عام واتحادات رياضية وفنية وتيارات سياسية بياناً مشتركاً يطالب الحكومة الكويتية بالثبات على موقفها من رفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، ويندد بسياسات هذا الكيان المسخ في الأراضي المحتلة، ووقّع على هذا البيان جميع التوجهات السياسية والفكرية في البلاد، عدا تلك التي يتولى أمرها من هم خارج الحدود الجغرافية! والسؤال الذي يطرح نفسه اليوم: هل التطبيع مع هذا الكيان المسخ يساهم في حل مشكلة الفلسطينيين؟ هل هذا التطبيع يوقف سياسات الصهاينة في ضم المزيد من الأراضي العربية؟ هل ستتوقف إسرائيل عن مطاردة وقمع وسجن وقتل الشباب الفلسطيني؟
لقد طبعت بعض الدول العربية علاقاتها مع اسرائيل قبل أربعين عاماً، فماذا كانت النتيجة؟ هل توقف الصهاينة عن قمع الفلسطينيين؟ لقد استمروا في ضم المزيد والمزيد من أراضي وممتلكات أصحاب الارض الشرعيين؟ انهم الى وقت كتابة هذا المقال يقصفون شعبنا في غزة ويهدمون المنازل على أصحابها؟
اليوم يشعر العالم بأسره بعربدة الاسرائيليين واستخفافهم بقرارات الامم المتحدة، واليوم تتعاطف معظم شعوب العالم مع أصحاب القضية والأرض، ونسمع بيانات الاستنكار تصدر كثيراً حتى من دول اوروبية على ما تقوم به اسرائيل من عربدة غير مسبوقة على أرض فلسطين! لكن بعد أن نقوم نحن بالتطبيع الكامل مع إسرائيل، فلن نجد من يتبنى قضيتنا ولن نسمع من يندد بعدونا ويستنكر جرائمه!
حاول بعضنا أن يرضي الأميركان بفتح مكتب تجاري مع الكيان الصهيوني، ولكن هذا التبادل التجاري لم ينفع هذا البعض بشيء، بل ساهم في انعاش الاقتصاد الصهيوني على حساب القضية الاولى للامتين العربية والاسلامية! واليوم نجد من يحاول انقاذ حملة ترامب الانتخابية بهذا التطبيع!
لقد أعلن النتن ياهو عن أن وقف سياسة الاستيطان وضم الأراضي الفلسطينية هو قرار مؤقت فقط، وفي الحقيقة نحن العرب لا نحتاج إلى مثل هذا الاعلان، لأن لدينا تجارب مريرة مع هذا الكيان بعد تطبيع مماثل من عدة دول عربية لم نجنِ منها إلا المزيد من الخزي والعار وضياع المزيد من الأراضي!
بعض المتخاذلين والمثبطين ممن هو محسوب علينا كعرب وكمسلمين يطالب حكومة الكويت بعدم اتخاذ موقف من هذا الموضوع، وفي نفس اليوم يرد عليه ثلاثون كيانا كويتيا يطالب الحكومة برفض التطبيع والاستمرار على الموقف الثابت! هذا البعض يحمل الحكومات العربية ما آلت إليه القضية الفلسطينية، لأنها انشغلت بالانقلابات وببناء السجون وقمع شعوبها، وصدق وهو كذوب، لانه هو وأمثاله من طبل لهذه الحكومات الانقلابية وأيد قمعها لشعوبها، ولم يستنكر سجن الأحرار وقتلهم، لذلك تراه اليوم يائسا وبائسا من أي أمل لحل القضية وتحرير القدس إلا بالخضوع للصهاينة وتقبل الأمر الواقع، ونسي أو تناسى أن هذه الانهزامية لن تؤدي إلا الى المزيد من الخسائر وسيأتي اليوم الذي نجد فيه الصهاينة يطرقون أبوابنا هنا في الخليج!
نقول لهؤلاء البؤساء الذين فقدوا الأمل في تحرير القدس الشريف إن الحل بالرجوع الى الله في حياتنا وفي أفكارنا وفي بناء مجتمعاتنا، فما دامت هناك أمة تعيش على أرض فلسطين وترفع صوتها بالتكبير فالأمل موجود ووعد الله لهم سيتحقق بالدخول الى القدس وتحريرها من دنس الصهاينة المغتصبين!
لكن كيف نرجو من كاتب يكتب اليوم رأياً غريباً ثم بعد أن يرى كيف يمسخره القاصي والداني يقول لم أكن جاداً في فكرتي!! يا أخي روح امزح في بيتكم وانشغل في تسويق تجارتك! واترك فلسطين لا تعين على نكبتها أكثر، فلها رجال يحررونها بإذن الله، ويومئذٍ يفرح المؤمنون بنصر الله!
تعليقات