علي البغلي: نحن مع الحراك اللبناني الذي سبق الانفجار منذ أسابيع «كلن يعني كلن».. فهذا البلد الجميل المعطاء لا يستاهل أن تقوده حزمة من الذين لا يهم أكثرهم إلا جيوبهم التي كانت خاوية

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 448 مشاهدات 0


أتحفتنا القبس بمانشيت أثار فينا الشجون يوم الإثنين 10 أغسطس الجاري، تقول فيه: «أحد الاستقالات.. يهز الحكومة اللبنانية»! على وقع الزلزال الذي خلفه انفجار مرفأ بيروت على المستويين الانساني والسياسي.. حيث قدمت وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبدالصمد استقالتها، ولاحقاً أفيد بأن وزير البيئة دميانوس قنطار قدم خطياً استقالته إلى رئيس الحكومة حسان دياب قائلاً: «رفاق ولادي ماتوا بالانفجار وما بقدر أكمل بالمسؤوليات وبالوزارة». وعلى الصعيد النيابي تقدم 4 نواب باستقالتهم وسط حديث عن نواب آخرين سيلتحقون بهم. ثم انتهى الحال مساء الإثنين الماضي بتقديم جميع أعضاء الوزارة (اللبنانية) استقالات كل الوزارة!.

ونحن مع الحراك اللبناني الذي سبق الانفجار منذ أسابيع «كلن يعني كلن». فهذا البلد الجميل المعطاء لا يستاهل أن تقوده حزمة من الذين لا يهم أكثرهم إلا جيوبهم التي كانت خاوية، فأصبحت فائضة بالمليارات أو مئات الملايين، وبين تنفيع بني الطائفة أو الحزب بغض النظر عن كفاءتهم أو تخصصهم! وعن عدم عقاب من يخطئ اذا كان مسنوداً طائفياً أو حزبياً!

***

وهو أمر مع الأسف أصبحنا نحس بمثله في بلدنا الحبيب الكويت، فلنأخذ وزير الإعلام، وهو الوزير المحلل الذي كان عشرات النواب يتمنون أن يحلوا محله، فهو وزير ليس لدينا أي تحفظ أو تعليق عليه على المستوى الشخصي، فقد زاملت عمه في مجلس الأمة المغفور له حمود الجبري، وكان الرجل في منتهى النبل والنزاهة الوطنية، لكن أن تُسلم وزارة الاعلام الحساسة التي أسسها بشكل متحضر المغفور له الشيخ جابر العلي منذ أكثر من نصف قرن، والذي لا نزال نتذكر عهده الزاهر حتى الآن إزاء عهدها الحالي القاهر؟! نضرب كفاً على كف، فقد منع وزيرها الحالي المرحوم جلال الدين الرومي من إقامة ندوة في الكويت، مع أن المرحوم الرومي قد توفاه الله منذ قرون، وازداد عنفوان الرقابة التي أمسك بيدها موظفون حكوميون يدارون مشاعر الكوارث الاصولية بين ظهرانينا في كل صغيرة وكبيرة!، ولم تكتف حكوماتنا الرشيدة بالدوس على الثقافة بواسطة وزيرها، فسلمته هيئة الشباب وهيئة الزراعة! لتوزع الهيئة بعدها عشرات المزارع والجواخير (زرائب الماشية) للأحباب والأصحاب وربما لحاملي مفاتيح النواب الانتخابية.. والحكومة تقف متفرجة، مع أن فضيحة المزارع والجواخير انفجرت في وجهها ووجهنا، عندما أعطيت لمن لا يستحق ولمن لم يزرع في مزرعته المجانية ذات مئات الآلاف من الامتار عود «جَتْ» أو برسيم، ولم نر او نستمتع بأكل ليس خروفاً بل دجاجة واحدة من زرائبهم التي منحت لهم هدية من الهيئة التي تخضع لوزير ثقافتهم؟!

لذلك كله ولعشرات الأسباب، نأسف لتقديم وزيرة الإعلام اللبنانية منال عبدالصمد استقالتها المسببة، ونعتب عليها والحكومة اللبنانية لماذا لم يأخذوا معهم الموقر الذي عددنا فقط جزءاً يسيراً من إنجازاته الكارثية في الوزارة والهيئات التي أنيطت به إدارتها؟!

تعليقات

اكتب تعليقك