‫عبدالعزيز الكندري: فيروس «كورونا» صغير ولكنه أظهر لنا مدى ضعف النظام الصحي العالمي وكأنه يريد إيصال رسالة أن العالم يختلف عما تفكرون فيه لا فائدة من كل ترسانتكم وأسلحتكم وصواريخكم عابرة القارات‬

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الكندري 641 مشاهدات 0



«إن العيد في حقيقته عيـد القلب، فإن لم تملأ القلوب المسرة، ولم يتبعها الرضا، ولم تعمها الفرحة، كان العيد مجرد رقم على التقويم». علي الطنطاوي
يأتي علينا العيد هذا العام بطعم مختلف نتيجة انتشار وباء «كورونا» الذي لم يتخيله أحد، هذا الوباء أوقف العالم عن العمل، وأحدث زلزالاً كبيراً ومشاكل وأحداثاً اقتصادية وسياسية، ومع ذلك فإن هناك العديد والكثير من المستفيدين منه، وبعضهم ضاعف ثرواته نتيجة حسن استغلاله المشروع لهذه الأزمة.
فيروس «كورونا» صغير ولكنه أظهر لنا مدى ضعف النظام الصحي العالمي، وكأنه يريد إيصال رسالة أن العالم يختلف عما تفكرون فيه، لا فائدة من كل ترسانتكم وأسلحتكم وصواريخكم عابرة القارات، لأنكم أنفقتم بسخاء على شرائها وأهملتم الإنفاق على البحوث العلمية والطب ويجب أن يتغير ذلك بعد التعافي من هذا الفيروس.
ومن أهم محاسن هذا الوباء أنه اختصر المسافات خصوصاً في التحول الرقمي، وغيره الكثير من سلوكنا اليوم وجعلنا نعتمد على التكنولوجيا بصورة أكبر، والمستقبل بلا شك سيكون أفضل وأجمل وهناك وظائف ستتطور بشكل ملفت نتيجة اعتماد الناس عليها مثل صناعة التطبيقات والبرمجيات وستنافس العمل التقليدي وستزيحه، وذكرت مجلة «ناشيونال جيوغرافيك» عن «مستقبل الطب»، من خلال مجموعة تحقيقات تتركز حول طفرة المكتسبات والابتكارات التقنية في ميدان العلاج، وما تحويه من إمكانات ستعيد تشكيل مناحٍ كثيرة في مستقبل الطب، مثل الذكاء الصناعي ورعاية استباقية تتوقع المرض قبل حدوثه، نحن أمام تغييرات جذرية في عالم الطب.
وبعيداً عن فيروس «كورونا» ومتابعة أخباره والإصابات وحالات الشفاء تذكروا جيداً أن أيام العيد هي أيام سعادة وفرح وجمال للكبار والصغار، ولعل الأطفال هم من أمهر صناع الفرح والجمال في العيد، العيد يا سادة من أجل الفرح والسرور وإدخال السعادة على نفوس الآخرين، ومن لا يعرف كيف يكون يحس بالسعادة فليتعلم من الأطفال، فهم خير سفراء للسعادة.
‎ ويا ليت أن نفوس الكبار مثل الأطفال الصغار بسبب البراءة التي في قلوبهم، فهم سريعو الغضب والرضا، يبكون وبعد دقائق يضحكون، على عكس الكبار الذين يتذكرون الإساءات حتى بعد سنين ومن الصعب أن يسامحوا، حتى أنك تقابل بعض هؤلاء بكل حب ولا تجد إلا الجحود والصد والنكران. ويقول عنهم علي الطنطاوي: «مسكين جداً أنت حين تظن أن الكُره يجعلك أقوى، وأن الحقد يجعلك أذكى وأن القسوة والجفاف هي ما تجعلك إنساناً محترماً».
في هذا العصر والزمن أصبحت ضغوط الحياة كثيرة بسبب هذا الوباء، لذا وجب علينا الابتعاد عن الأخبار غير الإيجابية خصوصاً لكبار السن والذين ليست لديهم القدرة على استيعاب ما حولهم، لأن كثرة الأخبار ترهقهم وتسبب لهم أمراضاً نفسية، خصوصاً بعد فترة الحظر السابقة، فهم بأمس الحاجة للتنفيس عنها.
وفي وصف العيد قال الأديب الراحل مصطفى صادق الرافعي في كتابه القيم (وحي القلم): «جاء يوم العيد، يوم الخروج من الزمن إلى زمن وحده لا يستمر أكثر من يوم، زمن قصير ظريف ضاحك، تفرضه الأديان على الناس؛ ليكون لهم بين الحين والحين يوماً طبيعياً في هذه الحياة التي انتقلت عن طبيعتها، يوم السلام، والبشر، والضحك، والوفاء، والإخاء، وقول الإنسان للإنسان: وأنتم بخير، يوم الثياب الجديدة على الكل؛ إشعاراً لهم بأن الوجه الإنساني جديد في هذا اليوم، يوم الزينة التي لا يراد منها إلا إظهار أثرها على النفس ليكون الناس جميعاً في يوم حب».

تعليقات

اكتب تعليقك