‫عبدالعزيز الفضلي: نُصرة المظلوم وإقامة العدل من أهم عوامل استقرار البلدان وأمنها وأمانها‬

زاوية الكتاب

كتب عبدالعزيز الفضلي 509 مشاهدات 0


تداولت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام، مقطع فيديو يظهر فيه قيام مواطن بضرب مقيم عربي يعمل (كاشير) في إحدى الجمعيات التعاونية.
وقد اختلفت ردات الفعل تجاه ذلك المقطع، بين مستنكر للفعل، أو مدافع عن المعتدي!
لكن من أهم المواقف التي كانت لافتة للنظر، هي فزعة رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الأخ الفاضل ناصر العتيبي للموظف الذي تم الاعتداء عليه.
وقد عبّر العتيبي في تسجيل صوتي عن عميق حزنه وألمه لما تعرض له الكاشير، والظلم الذي وقع عليه، واستهجانه لتدخلات البعض - لحسابات معينة - من أجل لملمة الموضوع... وإغلاق الملف... ودفع الموظف للتنازل عن حقه!
هذه الفزعة من الأخ العتيبي دلالة على رجولته ومروءته وشهامته.
وإشارة إلى كريم أخلاقه ورقي مبادئه، التي جعلته يقف مع المظلوم حتى لو كان الظالم أحد أبناء بلده.
إن الفزعة للمظلوم والوقوف معه مبدأ إسلامي عربي إنساني.
فالإسلام يدعو إلى نصرة المظلوم، كما في حديث (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً)، وأن نصرة الظالم كما بيّن الحديث هي بأن تأخذ على يده وتمنعه من الظلم.
والعرب في الجاهلية عقدوا (حلف الفضول) وكان هدفه نصرة المظلوم.
وأهل الكويت عبر تاريخهم جُبِلوا على هذه الصفة، والتي من مؤشراتها في حادثة الاعتداء على الكاشير، موقف رئيس الجمعية الداعم للموظف، وإعلان العديد من المحامين الكويتيين استعدادهم للوقوف معه والدفاع عنه من دون مقابل.
وقيام حكومة الكويت ممثلة بالجهات المعنية باستدعاء المواطن المعتدي والتحقيق معه حول الواقعة.
لقد اهتمت بعض وسائل الإعلام العربية بهذه الحادثة، ومنهم من شكر الكويت على محاسبتها للمواطن المعتدي، كما شكروا المواطنين على فزعتهم للكاشير، وطرحت تلك القنوات مقارنة في ما لو تعرض هذا الكاشير الوافد لموقف مشابه في بلدان عربية أخرى أو حتى في موطنه الأصلي، فهل كان سيجد مثل هذه الفزعة؟
إن نُصرة المظلوم وإقامة العدل، من أهم عوامل استقرار البلدان وأمنها وأمانها.
اشتكى شابٌ قبطي إلى الخليفة عمر بن الخطاب من ضرب ولد عمرو بن العاص له من دون ذنب أو جريرة.
فما كان من الفاروق عمر إلا أن استدعى عمرو بن العاص - وكان والياً على مصر - مع ولده إلى المدينة، وجعل القبطي يضرب ولد عمرو بن العاص حتى أخذ حقه... ثم قال عمر كلمته المشهورة «متى استعبدتم الناس، وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً».

تعليقات

اكتب تعليقك