‫د. تركي العازمي: إن عملية الإصلاح لا تتعدى عملية بناء وطن جديد وهذا لن يتم إلا عبر المصلحين ممن يطلق عليهم «رجال دولة»‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 576 مشاهدات 0



يقول الخبر المنشور في «الراي» عدد الأحد الماضي إن «النيابة تطلب الكشف عن حسابات 38 شخصاً وشركة... وبقالة «أبو العبد»!».

كلمة «بقالة» أعادتني إلى حكاية بقالة سجل عليها ألف عامل، وكلمة «بقالة» ذكرتني بالكثير أشبه بـ«بقالات» التعليم والصحة والطرق والإسكان والمشاريع، وقس عليها الكثير ممن تسبب في تراجع الدولة في كثير من المؤشرات العالمية.

إنه «الفساد»... فكم من الأشخاص والفاشينيستات بصفة فردية دخلت في حساباتهم مبالغ كبيرة، أو اعتمدت لهم «عمالة» تفوق احتياجات العمل الفعلية... وكم من شخص «تنفع» من أمور عدة، ناهيك عن قضايا القطاع النفطي والتموين والمشاريع والمال السياسي.

مسألة تقديرية بدأت بخطأ تلو خطأ، حالها من حال الذين تضخمت أرصدتهم بالملايين من نواب وغيرهم.

لا يمكن أن يأتي الفساد على شكل فردي... إنه منظومة رغم أن القانون واضح وصارمة مواده لكن... «غير مطبق».

هل كل شخص صالح يستطيع الإصلاح؟

حسب معطيات التاريخ وأسس وخصال المصلح، فإن معظم الصالحين صلاحهم لأنفسهم ولا يمتلكون الكفاءات والقدرات المطلوبة في الإصلاحي.

الإصلاح مر ومؤلم طبعه، فمتى ما تولدت لدينا هذه القناعة نستطيع أن نوجد الإصلاح، لأن القانون موجود والهيئات الرقابية موجودة لكن العيب في الأشخاص «ضمن منظومة»... هذا هو الواقع.

الجميع يترقب: ماذا سيحصل؟ وهل هناك بالفعل إصلاح قادم أم أن كل قضية تغطي على الآخرى؟

عودوا بنا إلى الوراء لعقدين من الزمان... اكشفوا حسابات من تضخمت أرصدتهم، وتغيرت أحوالهم من وضع مالي بسيط «دخل محدود» إلى أشخاص «انتفخت أرصدتهم» بدءاً من النواب والقياديين!

والسؤال الآخر: لماذا لا يتم تحديد نيابة خاصة ودائرة في المحكمة، تختص في البحث والتحقيق في قضايا الفساد؟

هذا ما يتناقله المصلحون من أبناء جلدتنا.

الزبدة:
هل «بقالة...» مثلاً تختلف عن «بقالة أبو العبد»، وهل نائب شريف رصيده على وضعه لم يتغير مثل آخر رصيده فلكي المبلغ؟
وهل نحن وغيرنا عندما كنا في مناصب قيادية وضعنا لم يمس، وتمت محاربتنا لأننا قلنا إن «هذا ما يجوز»، وكنا نشير بكل شفافية إلى الخطأ ولم نجد آذاناً صاغية سنُعامل بالمثل مع مَن «طأطأت» رؤوسهم للفاسدين، وتمت مكافأتهم وتقدموا الصفوف؟
نتمنى أن يبدأ الإصلاح عبر المصلحين ومن دون استثناء كائن من كان، لتعود المبالغ المنهوبة وينتهي «بعبع» العجز المالي والإكتواري.
لننتظر ونرى ما ستكشفه الأيام المقبلة، سائلين المولى عز شأنه أن يهب ولاة الأمر البطانة الصالحة، وأن يتم حبس كل فاسد سواء ارتبط فساده بقضايا إدارية أو مالية.
إن عملية الإصلاح لا تتعدى عملية بناء وطن جديد، وهذا لن يتم إلا عبر المصلحين ممن يطلق عليهم «رجال دولة»... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك