‫مبارك الدويلة: الخوف أن يأتي اليوم ولا نرى في السجن إلا أصحاب الرأي والفكر بعد أن كنا ننتظر أكبرها وأسمنها ممن يتم تداول أسمائهم منذ أشهر عدة!‬

زاوية الكتاب

كتب مبارك فهد الدويلة 577 مشاهدات 0


شيء طيب أن نشاهد الأجهزة المختصة تمارس دورها بشكل واضح وشفاف للحفاظ على أمن البلد ومصالحه وأمواله، والأجمل أن تشعر أن تطبيق القانون على الصغير والكبير، الشيخ والمواطن العادي، التاجر والفقير، ولعلها صحوة حكومية جاءت بعد سبات عميق لكنها أخيراً جاءت! لكن ما يعكر صفو هذه الصحوة ما صاحبها من حرب إعلامية فاجرة بين الخصوم من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال بعض الصحافة اليومية! هذه الحرب التي استخدمت فيها كل وسائل الكذب والافتراء والتشويه بالحق قليلاً وبالباطل كثيراً.

إن نشر صور وأسماء المتهمين في عمليات غسل الأموال قبل أن تثبت عليهم التهمة وقبل الإدانة القضائية، قد يكون شكلاً من أشكال الظلم الذي يمارس على بعضهم، ونوعاً من التشهير الذي قد يُظلم به البعض.

ولقد تابعنا تقرير لجنة التحقيق البرلمانية في القطاع النفطي، وكيف جرى الإعلان عن أسماء عدد من القياديين السابقين متهمين في ذممهم المالية، وقد يكون في هذا التقرير شيء من الوجاهة، لكن نظرة سريعة إلى أسماء أعضاء لجنة التحقيق البرلمانية نجد أن بعضهم كانت له مواقف معلنة سلفاً من بعض هذه القيادات، كما أن بعض التهم الموجهة إليهم كانت قد نظرتها هيئة مكافحة الفساد وبرأتهم منها، وهذا لا يقلل من حقيقة أن جزءاً كبيراً من التقرير يستحق الإشادة للجهد المبذول فيه.

خلال أيام سنستقبل الذكرى السنوية للغزو العراقي للكويت، وبدلاً من استذكار تلاحم أهل الكويت وتكاتفهم في مواجهة الغازي ورفضهم للاحتلال، سنشاهد ونقرأ الكثير من الفجور في الخصومة من بعض الأقلام التي أعمى الحقد قلبها عن الحقيقة، حيث سيستغل بعض خصوم التيار الإسلامي الوسطي هذه المناسبة لضرب التيار ورموزه وتشويه التاريخ القريب كعادته كل سنة! ومع أن المرابطين في الداخل يدركون دور شباب جمعية الإصلاح في مشاركة إخوانهم في الإدارة المدنية للبلد تحت الاحتلال، والموجودين في الخارج شاهدوا ماذا فعل رجال هذا التيار، سواء في الوفود الشعبية أو في المؤتمرات التي نظموها في عدد من المدن العالمية أو من خلال الهيئة العالمية للتضامن مع الشعب الكويتي أو من خلال جهود فروع اتحاد طلبة جامعة الكويت في إنكلترا ودبي.. وغيرها، إلا أن البعض سيستغل هذه المناسبة للطعن في تلك التضحيات التي لا تغطيها الشمس، مستغلين الموجة الإقليمية لشيطنة هذا التيار ومحاولة تحجيمه وتهميش إنجازاته.

اليوم أصبح الكويتي يفتح الجريدة اليومية ينتظر فضيحة اليوم الجديدة! ولو صبرنا حتى تتضح الصورة وتتكشف الحقيقة لكان أفضل لنا وللبلد الذي أصبح يئن من كثرة أخبار الفساد والمفسدين، والخوف أن يأتي اليوم ولا نرى في السجن إلا أصحاب الرأي والفكر بعد أن كنا ننتظر أكبرها وأسمنها ممن يتم تداول أسمائهم منذ أشهر عدة!

تعليقات

اكتب تعليقك