‫داهم القحطاني: متى تتحرك وحدة التحريات المالية في البنك المركزي لترصد تضخم أي كاتب وإعلامي مرتبط بجهات إعلامية أجنبية لتتأكد أنه لم يحصل على أي تمويل غير مشروع؟‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 629 مشاهدات 0


هناك من يصر على إجبارنا على نقاش سياسات الحكومة التركية ويجعلها قضية القضايا، في الوقت الذي يجب أن ننشغل فيه ككويتيين بقضايانا الأهم، وهي بالطبع سياسات الحكومتين الإيرانية والعراقية، فهذه السياسات هي التي تحيط بنا وتؤثر فينا بشكل مباشر.

فهل يريدوننا أن نستهلك طاقتنا وننشغل بنقاش قرار الحكومة التركية في دعم حكومة الوفاق الليبية ضد القائد العسكري خليفة حفتر، ونترك المحاولات العراقية الأخيرة لابتزاز الكويت في ملف الحدود البحرية الكويتية مع إيران، التي كشفت عنها جريدة القبس؟

أم يريدوننا أن نترك ملف المشاحنات الأميركية - الإيرانية الملتهب، الذي سنلتهب به شئنا أم أبينا، ونتفرغ لمناقشة قرار الحكومة التركية بتغيير وضع متحف تركي إلى مسجد، ومناقشة علاقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بجماعة الإخوان المسلمين؟

الكويت لديها قضايا سياسية خارجية تاريخياً تشكل أساس العلاقات الخارجية، وبالتأكيد ليس من بينها ملف العلاقات مع الأطماع التركية، فمثل تلك الملفات الفرعية تناقش ضمن إطارنا الإقليمي، أي ضمن أطر مجلس التعاون الخليجي.

لهذا عندما نرى مجموعة من الكتاب الكويتيين المرموقين، ومعهم مجموعة أخرى من الكتاب الكويتيين «الهتيفة»، وهم يتركون قضايا الكويت الأهم مع العراق وإيران، ويركزون ضمن المؤسسات الإعلامية الخليجية التي تؤويهم على قضايا تتعلق بالتشنيع على تركيا أو امتداحها، وهي قضايا تهم دولا أخرى ولا تهمنا، فإننا ندرك أن القوم غير القوم وأن هناك شيئاً ما قلب عقول هؤلاء وأفئدتهم وجعلهم يكتبون «بلا هدى».

متى تتحرك جهة ما في الجسم الصحافي وتعالج هذه الإشكالية التي برزت مؤخراً، وحولت صحافيين وكتاباً كويتيين إلى مجرد هواتف عملة تنطق بقدر ما يدفع لها، ومتى تتحرك وحدة التحريات المالية في البنك المركزي لترصد تضخم أي كاتب وإعلامي مرتبط بجهات إعلامية أجنبية لتتأكد أنه لم يحصل على أي تمويل غير مشروع؟

ونقولها بصوت عال.. الكويت لم ولن تكون حديقة خلفية لأي قوة إقليمية، فالكويت التي طالما حافظت على حيادها مع مختلف دول الصراعات الإقليمية والدولية، لن تقبل بأن تتجرأ أي جهة خارجية أو داخلية تحت أي مبرر بأن تسعى لتحويلها إلى تكون بمنزلة لبنان آخر.

أما مجموعة الكتاب المرموقين، ومعهم مجموعة الكتاب «الهتيفة» الذين أعمى المال قلوبهم، فنقول لهم إنكم مفضوحون أمام الرأي العام الكويتي، فالناس يرونكم وأنتم تنزلون من القمة إلى الدرك الأسفل من أجل مال زائل، فلا تتصنعوا أنكم أصحاب قضية ومبدأ، فذلك تمثيل لم يعد ينطلي على أحد.

ولا تظنوا أن قدراتكم اللغوية واللفظية ستشفع لكم، فحقيقة الكاتب لا تكون بالمعاني بل بالمباني، فربّ كاتب ذي أسلوب ساحر لا يجد أي صدى بسبب معرفة الرأي العام بحقيقة توجهاته النفعية، وربّ كاتب قدراته اللغوية محدودة، لكنه يجد الصدى والتأثير الكبير بسبب صدقه ومراعاته لمصالح وطنه العليا.

تعليقات

اكتب تعليقك