‫د.تركي العازمي: لا تحدثني عن أي قضية ما دامت النهاية معلومة.. حفظ أو إغلاق لعدم وجود اتهام أو قصور في التشريع "حفظنا الديباجة المملة"‬

زاوية الكتاب

كتب د.تركي العازمي 750 مشاهدات 0


الجميع «يتحلطم» وتعني باللغة العربية «يتذمر/ يشتكي»، كعادة أفراد المجتمع الكويتي من هول ما يرون ويتابعون من أخبار سيئة وسرقات وشبهات وغسيل أموال.

كان ردي لأحدهم بالمختصر المفيد وهو: «يا أخي، ماذا تفهم من قوله تعالى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً)»... شوف المترفين... ناس طافحة فلوس وتسرق، ناس تأبطت الواسطة وأخذت حق الآخرين، ناس شريفة عفيفة تحاول أن تصلح ويقال عنهم مؤزمون... لا صحة لا تعليم لا اقتصاد لا خطط... ألم تسمع بالرواية:«سأل أحد حكماء بني أمية عن سبب سقوط دولتهم فقال: أمور صغار سلمناها لكبار، وأمور كبار سلمناها لصغار، فضعنا بين إفراط وتفريط... قربنا العدو طمعاً في كسب وده وبعدنا الصديق ضامنين ولاءه... فنالنا غدر الأول وخسرنا ولاء الثاني... هذا ما ينطق به التاريخ ونحن لا نتعلم».... انتهى الرد.

أما التكملة هنا فهي موجهة لكل عاقل مدرك مخلص مصلح، حول ما أثير من غسيل أموال وخلافه من قضايا.

لقد«غسلونا غسال»... نعم نحن - المتضررين من الغسيل - الأكثر خطراً على المجتمع والوطن ومستقبله، وهو السبب في كل أنواع الفساد الذي نعيشه.

غسلوا أدمغتنا بشكل مبرمج... كيف؟

غسلوا أدمغتنا لنصبح أسرى للواسطة وأخرجنا نواب خدمات... والنتيجة كما ترون!

غسلوا أدمغتنا بمبادرات تخص التعليم والصحة، ورغم أن المؤشرات الدولية تشير إلى تراجع مستوى الكويت، لم نستطع أن نتدخل!

غسلوا أدمغتنا... فأقنعوا كثيراً منا بأن من يتكلم بقول الحق يحاسب ويقع عليه الضرر وأصبحنا أشبه بالمتفرج واللاعبون يخططون بسوء وينهبون بإتقان ويعينون مَن لا يستحق!

غسلوا أدمغتنا بكتابنا وكتابكم والطباعين... فضعنا والدول من حولنا تنجز معاملاتها إلكترونياً عن بُعد!

غسلوا أدمغتنا بالدورة المستندية... وصارت المشاريع تُنفذ بسوء وبطء ممل وتكلفة مبالغ فيها.

غسلوا أدمغتنا بالقضية الإسكانية والخلافات والصراعات، وضاع الأساس وهو إصلاح ثقافة المجتمع وتنويره.

هل تستطيع أن تخرج على القنوات الرسمية وتتحدث عن وجهة نظرك الإصلاحية وتوجه النقد البنّاء؟ طبعاً، لا... وأترك التعليق للعقلاء.

الزبدة:
لا تحدثني عن قانون يطبق أو عدالة معمول بها بعد كل ما ترى من غسيل، بدأ بعقولنا ومسح لثقافتنا وهويتنا وقيمنا وعاداتنا... لا تحدثني عن أي قضية ما دامت النهاية معلومة... حفظ أو إغلاق لعدم وجود اتهام أو قصور في التشريع.
حفظنا الديباجة المملة... إنه مجتمع يتجاوز 70 في المئة من تعداده فئة الشباب... المسألة ليست كما هي في عقود مضت.
حرروا عقولنا وابعدوا المساحيق عنها... فهي ما زالت تنبض باسم الشارع وترفض ما يفعله المترفون الذين فسقوا في البلد ودمروا حلم الأسرة الكويتية.
والحديث مؤلم وطويل... الله المستعان.

تعليقات

اكتب تعليقك