‫علي البغلي: الكويت طبّقت أطول مدة حظر بين جميع دول العالم ومع هذا الناس صبروا وتحملوا ولم يعترضوا.. ودول أخرى طبّقت خططها وعادت للحياة مع أنهم بدؤوا بعدنا‬

زاوية الكتاب

كتب علي البغلي 637 مشاهدات 0


أحوالنا على جميع الأصعدة اقتصاديا واجتماعيا وثقافياً وترفيهياً في انحسار، بفضل حصافة حكومتنا الرشيدة التي يقول عنها الشاب منصور صادقي: «إن دولة الكويت طبّقت أطول مدة حظر بين جميع دول العالم، ومع هذا الناس صبروا وتحملوا ولم يعترضوا. ودول أخرى طبّقت خططها وعادت للحياة، مع أنهم بدؤوا بعدنا، ومن الإجحاف وضع اللوم على الناس فقط لفشل الخطة، فهم ليسوا مشاركين في صنع القرار، إذا تريد لوم أحد فعليك بمن بيده القرار».

وأنا أقول لأخي منصور: صح لسانك، فنحن بُحّت أصواتنا ونحن نرشد الحكومة على جادة الصواب في التعامل مع هذه النائبة التي حلت علينا وعلى العالم أجمع، لكن معظم دول العالم عادت الى حياتها الطبيعية، ما عدا أصحاب القرار، ولسان حالهم يقول «ابعد عن الشر وغنِّ له». فمتخذو القرار لدينا ليس بيدهم تصوّر واضح عن تبعاته الكارثية، خصوصا من الناحية الاقتصادية. وفي وصف ذلك يقول الأخ حمود البغيلي «من دون اقتصاد متين لن يكون هناك مال لتوفير الدواء والمشافي. انهيار الاقتصاد يعني بطالة وأسراً بلا دخل. فالانهيار الاقتصادي لا يقل خطورة عن انهيار المنظومة الصحية؛ يسيران على خط متوازٍ، لا يمكن أن تكون الصحة أهم من الاقتصاد، ولا الاقتصاد أهم من الصحة». 

فتبعات القرارات الحكومية بالإصرار على الحظر بعكس معظم دول هذا العالم، وبالأخص دول أشقائنا الخليجيين الذين رفعوا جميعهم الحظر، ما عدا حكومتنا الرشيدة، التي أصبح القرار فيها بيد من في الغالب لا يملكون ما يكفي من الخبرة والتجربة السياسية ــــ الاقتصادية، مع الأسف الشديد، ومعظم أعضاء مجلس أمتنا من تلك القرارات التعسّفية «لا أرى، لا أسمع، لا أتكلم»! في حين أحوال المجتمع من مواطنين ومقيمين لا تسرّ عدوّاً ولا صديقاً. 

وأحوالنا المايلة اقتصاديا يمكننا اختصارها بما قاله الأخ الفاضل د. فواز الحصينان «في أن كل يوم حظر يكلف الدولة 64 مليون د.ك تقريبا، وأن أكثر العاملين في القطاع الخاص من المواطنين، بمتوسط راتب 350 ديناراً، تقدر بـ 600 مليون دينار شهرياً. ونشاط اقتصادي متوقف بنسبة 80 في المئة وينزف. فتكلفة تنظيم التباعد والتوعية لوقف عدوى كورونا أقل بكثير من تكلفة الحظر». 

فهل تعي حكومتنا الرشيدة ومجلسنا ذلك وتفتح لنا البلد ومصالحه التجارية والاقتصادية التي أغلقتها لما يجاوز 3 أشهر الى الآن، وهو إغلاق غير مسبوق في تاريخ الكويت ودول العالم، إلا في حالة الحروب العالمية، لا قدّر الله، ونحن نواجه فيروساً؛ هو شقيق الانفلونزا، وأعداد المتوفين من أهل الكويت والمقيمين فيها لم تزد ولا تنقص؟!

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

تعليقات

اكتب تعليقك