‫داهم القحطاني: آن أوان أن يتحمل الناس مسؤولية أفعالهم فالتباعد الجسدي يجب أن يكون أساس الحياة الاجتماعية في الكويت لكن من دون حظر تجول أو حجر منزلي‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 753 مشاهدات 0


العالم يتجه إلى تعامل مختلف مع وباء كورونا، وعلينا في الكويت ألا نشذ عن هذا التوجه العالمي.

صبر الناس وصل إلى مراحله الأخيرة، والخسائر من الحجر وحظر التجول أصبحت تقريبا تساوي العودة إلى الوضع شبه الطبيعي.

آن أوان أن يتحمل الناس مسؤولية أفعالهم، فالتباعد الجسدي يجب أن يكون أساس الحياة الاجتماعية في الكويت، لكن من دون حظر تجول أو حجر منزلي، ومن يتخل عن التباعد الجسدي فعليه أن يتحمل مسؤولية ذلك. 

دول عربية عديدة بدأت العودة لفتح الأماكن العامة، ومنها دولة الإمارات، كذلك قررت المملكة العربية السعودية إلغاء كل أنواع حظر التجول، مما يعني أن الدول التي تحيط بنا وتتشابه ظروفها مع ظروفنا بدأت تعاملا من نوع آخر، وهو ما يدفعنا إلى تعامل مشابه، خصوصا إذا استطاعت أن توازن بين مواجهة الوباء، وبين استعادة الاقتصاد والحياة العامة.

هل يعني هذا أن وباء كورونا انتهى؟ 

للأسف وباء كورونا لم يتغير بل وربما تزايد في العالم من حيث العدد، ولكن العالم بشكل عام لم يعد قادرا على تحمل مزيد من إغلاق الأماكن العامة، كما أن الناس تعلموا جيدا كيف يتعايشون مع هذا الوباء، ولم يعد سراً أن التخلي عن التباعد الجسدي يعني بشكل شبه مؤكد تعرض الانسان لخطر الإصابة بفيروس كورونا. 

في الكويت يجب أن نتوقف في خطط العودة إلى المرحلة الثالثة وألا نتجاوزها، فالأعمال تعود بنسبة 50 في المئة، ومراجعة الدوائر الحكومية تكون بمواعيد، والمجمعات والأسواق يتم تنظيم الدخول لها بحيث لا تتجاوز 75 في المئة من طاقتها مع منع الجلوس في المقاهي والمطاعم، والسفر يتم للضرورة، أما المدارس فتتم عبر أنظمة التعليم عن بُعد، والعيادات الخارجية تعود لاستقبال المرضى وفقا لنظام مواعيد مسبقة.

ما سيحصل هو نقل جزء من المسؤولية في التصدي لوباء كورونا للناس، وهذا لن يكون الا إذا استشعر الناس أنهم مسؤولون عما يحصل لهم بشكل مباشر، فإذا ما تخليت عن الايعاز الجسدي فلتتحمل العواقب الوخيمة، بما فيها المسؤولية القانونية عن الضرر الذي قد يصيب الآخرين بسببك.

تعليقات

اكتب تعليقك