داهم القحطاني: هناك حرب حقيقية يشنها فاسدون ضد الكويت وشعبها ومن جهة أخرى تقف الدولة عاجزة ليس عن منع هذه الحرب قبل أن تبدأ بل حتى عن اتخاذ أي اجراء سريع وفعال ومباشر ضد هؤلاء الفاسدين
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني يونيو 7, 2020, 10:01 م 525 مشاهدات 0
قضية الصندوق السيادي الماليزي التي تتضمن شبهات غسل أموال وفساد منسوب لشخصيات كويتية نافذة، تشابه إلى حد ما من حيث الصدمة الشعبية قضية سرقات الاستثمارات الخارجية في لندن، التي كشفتها جريدة القبس خلال تسعينات القرن الماضي، وتتمثل في استيلاء مسؤولين حكوميين وشخصيات نافذة على أموال عامة تقدر بمليارات الدنانير الكويتية.
في هاتين السرقتين المسألة يستحيل أن تتعلق بمجرد الحصول على المال، فالفرد العادي مهما كان جشعاً سيكتفي حتماً بالحصول على 10 ملايين دينار أو لنقل 50 مليون دينار فهو مبلغ يضمن الحياة المرفهة لأجيال متعددة.
ولكن أن نجد أفراداً معدودين يحصلون على مبالغ تفوق المليار دينار كويتي! فهنا المسألة تنتقل من كونها مجرد سرقة لمال سائب لا حماة له إلى أن تكون حرباً حقيقيةً يشنها هؤلاء على دولة الكويت وشعبها.
في قضية سرقة الاستثمارات الخارجية رأينا كيف كان يتم نقل الأصول الكويتية لشركات أخرى وبثمن بخس، عبر تعمد الدخول في عمليات استثمارية خسارتها مرتبة سلفاً، وبعدد ضخم ومتتال من الصفقات المتعمدة الفشل.
تقرير مجلس الأمة 1992 بشأن هذه السرقة يجعلك تشعر بالرعب من حجم التعدي على الأموال العامة.
ولكن أن يتكرر فعل مشابه من حيث الضخامة والجرأة وبهذا الحجم، بعد 28 سنة، وبعد انشاء عدد من الهيئات ذات الطابع الرقابي فإن الرعب يزيد.
لماذا الرعب يزيد؟
لأن هناك حربا حقيقية يشنها فاسدون ضد دولة الكويت وشعبها، ومن جهة أخرى تقف الدولة عاجزة ليس عن منع هذه الحرب قبل أن تبدأ، بل حتى عن اتخاذ أي اجراء سريع وفعال ومباشر ضد هؤلاء الفاسدين.
اليوم تقف الدولة الكويتية على المحك، فالمسألة لا تقف عند حكومة مترددة، ولا عند مجلس أمة مشوش، ولا هيئات رقابية ذات صلاحيات هشة، فالأمر يتعدى كل ذلك ليصل لفكرة وجود الدولة التي لا تقبل بالتعدي على الأموال العامة، ولا تعطي أي حصانة لأي شخصية نافذة مهما كبرت، فالكل مهما علا مقامه لا يمكن أن يعلو على سقف الوطن ويهدمه.
لا أحد أكبر من الدولة، ومن يعتقد أنه كذلك، فهو في حقيقته عدو لدولة الكويت وشعبها، ومن العار أن يتم الصمت عنه في الوقت الذي تتم فيه مطاردة مواطن بسيط على نصف دينار لم يثبت حتى انه اختلسه.
وتلك قصة أخرى تذكرنا بمن يرى الذباب لكنه يعجز عن رؤية الفيل.
تعليقات