داهم القحطاني: هذه الكويت الجميلة ذات التاريخ الجميل والمشرّف لن نتركها لثلة فاسدين ولن نقبل بأن يقوم فاسد ما باستغلال سلطته الوظيفية لتشويه سمعة هذا البلد الطاهر
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني يونيو 2, 2020, 8:45 م 585 مشاهدات 0
على بعد عشرات الأمتار من منزلي في مدينة الأحمدي، يقع مخفر الأحمدي، حيث جرى تعذيب المواطن محمد الميموني حتى الموت، من قبل رجال شرطة فاسدين، ظنوا أن سلطتهم ستحميهم من حكم الإعدام، الذي صدر لاحقاً بحق اثنين منهم.
في الولايات المتحدة الأميركية، يشتعل معظم مدنها حاليا بتظاهرات عنيفة ضد الحصانة المعطاة لرجال الشرطة، والتي جعلت أحدهم يقوم بقتل مواطن أميركي، من أصل أفريقي، بدم بارد، عبر وضع ركبته على رقبة هذا المسكين، لتتحوّل آخر عباراته: «لا أستطيع التنفّس» إلى شعار ثوري، تتردد أصداؤه في العالم بأسره.
السلطة لها جوانب مختلفة، فكما أنها مسؤولية كبيرة لمن لديه ضمير حيّ، فهي مجرد تسلية ومتعة تمارس بعنف وتطرّف ونرجسية، من الذين تسيطر عليهم نوازع الشر، أو من الذين انتقلوا من كونهم «إمعات» لا دور لهم في المجتمع، إلى أن يكونوا مسؤولين تنفيذيين يتحكّمون في البلاد والعباد، عبر أسلوب «الباراشوت»!
السلطة تنهار بأساليب عدة، من أشهرها الثورة المباشرة نتيجة لتخطيط من قبل مجموعة معيّنة، وهو أسلوب قد لا ينجح، إن لم يرتبط بمطالب المجتمع، أو إن لم يرتبط بقوة قاهرة.
وكذلك، وهو الأخطر، تنهار السلطة إذا ما فُقد العدل، وشاع الفساد، و«إذا سرق فيهم الشريف تركوه، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد».
نحن كبلد ــــ وللأسف ــــ أصبح يُشار لنا كبيئة خصبة لقضايا الفساد على مستوى الإقليم، وعصابات غسل الأموال نشطت بقوة خلال السنوات الأخيرة، وأصبح رجال الأعمال الفاسدون يفضلون أن تمر صفقاتهم عبر فاسدين هنا، جعلوا البشوت الفاخرة، والمناصب القيادية، مدخلاً لحماية صفقاتهم القذرة.
الكويت وشعبها عُرفوا لقرون بالأمانة والنزاهة، والصبر على الفقر، والحمد وقت الغنى، والأيادي الكريمة الكويتية، شعبية كانت أو رسمية، أعطت للدنيا دروساً، تتجدد عن العملَين الخيري والإنساني، ومن ذلك حصول أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد على لقب قائد في العمل الإنساني من قبل منظمة الأمم المتحدة.
هذه الكويت الجميلة ذات التاريخ الجميل والمشرّف لن نتركها لثلة فاسدين، ولن نقبل بأن يقوم فاسد ما باستغلال سلطته الوظيفية لتشويه سمعة هذا البلد الطاهر، وسنتصدّى لمن يحاول إفساد المجتمع بأسره من أجل التغطية على فساده.
سنقوم بذلك، وإلا فستلعننا الأجيال جيلاً بعد جيل.
تعليقات