‫وليد الجاسم: ما بين متراقص من أثر نشوة الشعور بالانتصار وهو بين ألسنة النيران المشتعلة ومتفاخر يرتدي ملابس «باتمان» يسير مزهواً مختالاً فخوراً بين متظاهري أميركا فزعة للأسود "جورج فلويد"‬

زاوية الكتاب

كتب وليد الجاسم 653 مشاهدات 0


ما بين متراقص من أثر نشوة الشعور بالانتصار وهو بين ألسنة النيران المشتعلة، ومتفاخر يرتدي ملابس «باتمان» يسير مزهواً مختالاً فخوراً بين متظاهري أميركا فزعة للأسود جورج فلويد الذي أزهقت روحه ظلماً وبهتاناً بعدما خنقته ركبة شرطي أبيض كان يعمل معه في يوم ما في نفس «النايت كلوب»!... ما بين هذا وذاك، برز التساؤل المستحق: هل فُتحت بوابة النجاة والعودة أمام الرئيس الأميركي الأكثر إثارة للجدل دونالد ترامب؟
ترامب قبل شهور كان متجهاً نحو الفوز بفترة رئاسية ثانية رغم كل ما تفعله به وسائل الإعلام، معتمداً على تراجع أرقام البطالة إلى نسبة قادرة أن تعبّد له كل الطرق المؤدية إلى البيت الأبيض من جديد، ناهيك عن نجاحات اقتصادية أخرى كان يحققها هنا وهناك، وظلت الأمور مبشرة بالنسبة إليه حتى جاءته «كورونا» وقلبت عليه الأوضاع رأساً على عقب، ما بين وصمه بالعجز عن اتخاذ القرارات الصحيحة في الأوقات الصحيحة، وما بين التراجع الاقتصادي المريع الذي أزال معظم نجاحاته وأعاد بلاد العم سام إلى حالة «الكساد العظيم». فلا أعمال ولا أموال ولا وظائف، حتى صار قاب قوسين أو أدنى من الخسارة أمام غريمه المرشح الديموقراطي جو بايدن الذي لا يمتلك أي نوع من الكاريزما، ومع ذلك فقد تفوّق على ترامب في استطلاعات الرأي الأخيرة وبفارق كفيل بالإعلان المبكر عن رحيل سيد البيت الأبيض ذي الشعر الأشقر.
ولكن... الآن، ومع هذه الاحتجاجات على مقتل فلويد وأعمال العنف والشغب المرافقة لها، عدا عن التخريب والسلب والنهب واستهداف البيض والحرائق المتعمدة التي أشعلها مهووسون بمشاهد الإثارة في الأفلام الأميركية، ومع تنامي المشاعر السلبية تجاه الأثرياء، هل سيكتب جثمان جورج فلويد قصة نجاح ترامب وعودته إلى المكتب البيضاوي؟ وهل ستؤدي هذه الأحداث لتحالف الأقلية البيضاء وتنامي عنصريتها فتوحد جهودها وأعمالها وشركاتها لضمان فوز ترامب على غريمه الذي اشتهر بحب تحسس أقفية النساء والعبث بشعورهن وشمها؟
ترامب الذي هاجم أمس «مجموعات من اليسار الراديكالي المتطرف» وقال إنها تغذي هذا العنف الذي ترتكبه «مجموعة صغيرة من المجرمين والمخربين يدمرون مدنناً»، يبدو أنه لن يفوّت الفرصة التي قد تخرجه من مأزق «كورونا» وتعيده سيداً للبيت الأبيض من جديد... يعينه في ذلك أن لا غريم قوياً يواجهه، وستأتينا الأيام بما نجهل، اللهم إلا إذا حصلت تطورات أخرى بين وبائي كورونا والعنصرية تخلط ما بقي من أوراق لم تخلط.

تعليقات

اكتب تعليقك