الحساوي :لن نسمح بدولة بوليسية

زاوية الكتاب

كتب 451 مشاهدات 0


لن نسمح بدولة بوليسية اكتشفت بأني أجهل الكثير مما يدور حولي والسبب هو عدم اطلاعي على المدوّنات ومواقع الانترنت الكويتية التي يقدر البعض بأن عددها يصل إلى ثلاثمئة موقع. ومما يميز تلك المدونات أو يعيبها - لا أدري أيهما أدق - هو شعور المشاركين فيها بنوع من الحرية والمتنفس عن أعين الرقباء وبالتالي يكتبون عن شؤون البلد بحرية وانفتاح، وبالطبع فنحن لسنا مع الحرية غير المسؤولة لان معناها الدمار. أحزنني بعض التصرفات الغريبة من جهاز أمن الدولة في التعامل مع تلك المواقع والقائمين عليها منها اعتقال مسؤولي احد المنتديات لأنه سخر من مواصفات رئيس اتحاد كرة القدم كما ذكر الدعيج في مقاله، ومنها اغلاق موقع حزب التحرير على شبكة الانترنت واعتقالهم لتوزيع منشور، ومنها الحادث الأخير باعتقال صحافيين كويتيين بسبب مقال نشر على موقع أحدهما (الصايغ)، وما ذكره زميله (القامس) للصحف من القسوة في طريقة اعتقاله وزميله والضرب والاهانات التي تلقياها، وهو أمر غريب على الكويت، وكنا نتوقع بأنه قد انتهى منذ زمن طويل ويذكرنا بعام 86 والقنابل المسيلة للدموع والكلاب البوليسية، وحسنا كلام بعض النواب بأنه قد يكون تمهيدا لمرحلة مقبلة قد نشهد فيها تضييقا على الحريات، وكان بالامكان استدعاء الصحافي الصايغ الى النيابة العامة والتحقيق معه دون استخدام تلك الوسائل التعسفية التي لا تليق بشعب مثقف ومتطور. أما حزب التحرير فهو حزب ينضوي تحت لوائه بضعة أشخاص لا يزيدون على أصابع اليدين، وهو ينادي باقامة الخلافة الاسلامية منذ خمسينات القرن الماضي ويثير أعضاؤه ذلك الموضوع في كل مناسبة دون خطوات عملية لتحقيق ذلك الامر على الواقع، حتى ولو اعلنوا خليفة لهم كما ذكرت بعض الصحف، فما هو مبرر الخوف منهم ومحاسبتهم على أفكارهم؟! إن العالم يتسع من حولنا والحواجز بين جزئياته تكاد تنكسر، واستخدام الاسلوب البوليسي لصهر افكار المجتمع وتنقيته من الشوائب تؤدي حتما الى عكس المطلوب وتفجر المجتمع من داخله. إن المجتمعات المتحضرة لا تعرف ما يسمى عندنا بأمن الدولة، بل ان أمن الدولة مرتبط بكل فرد فيها ولا يمكن فرضه ببضعة موظفين يتعاملون بقسوة وتعال على الآخرين، لذا فاننا نطالب بمعاقبة المتسببين في اعتقال الصحافيين ومنع تكرار ما حدث. وائل الحساوي
الراي

تعليقات

اكتب تعليقك