‫عبدالعزيز الكندري: نحتاج إلى قرارات شجاعة توقف هذا النزيف وهذا يحتاج إلى فريق أزمات محترف وفي مُختلف التخصصات‬

زاوية الكتاب

كتب 688 مشاهدات 0


لا أظنُّ أنّ هناك أحداً يبرّر الفوضى من بعض الإخوة المصريين، ولكن في الوقت نفسه نؤيد حزم وزارة الداخلية وفرض هيبة النظام لمختلف الأطراف، وأمن الكويت كما قال معالي وزير الداخلية: «أمن الكويت ليس طوفة هبيطة»، وأمنها أمن يعني كل شخص عليها بمن فيهم أشقاؤنا المصريون، الذين سيبقون في رعاية دولتنا إلى أن يغادروا بسلامة الله.
وتخيّل نفسك مكانهم، وقعت بين يدي تاجر الإقامات الذي باع الوهم لهؤلاء العاملين، وبعضهم بقي شهوراً طويلة دون رواتب، ولديه أسر يعولها ومستقبل لأبنائه ومصاريف واحتياجات يود تأمينها، وبكل صراحة نشعر بغصة بسبب ظلمهم من تجار الجشع والسحت، ويجب التعامل مع هذا الملف بحِكمة، وهو ناتج من تراكمات طويلة، ووباء «كورونا» أظهر المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وهذه فرصة لعلاج هذه المشاكل.
الآن أفضل وقت لعلاج التركيبة السكانية، وذلك بعد خروج العمالة الهامشية ومحاسبة تجار الإقامات، لأنهم أساؤوا لسمعة الكويت الداخلية والخارجية... فالداخلية بسبب الضغط على القطاع الصحي بشكل يفوق القدرة الاستيعابية، إضافة إلى حالات الشغب التي شاهدناها قريباً، أما الخارجية فتتمثل في التأثير على سمعة الكويت بهذا الفعل الشنيع «الاتجار بالبشر».
وملف الوافدين يجب أن يناقش بطريقة مهنية بعيداً عن الحلول العاطفية ووسائل التواصل الاجتماعي التي تساهم بتهييج كل الأطراف، ولنكن صرحاء بأن الكثير من المهن ما زلنا بحاجة للوافدين فيها خصوصاً في مجال التعليم والصحة والكثير من خط الدفاع الأول هم من إخواننا الوافدين، نتيجة قلة بعض الخبرات الوطنية، وقبل أيام رحلت الممرضة (مانويلا) وهي تقدم واجبها الإنساني لمرضى السرطان في مركز الكويت لمكافحة السرطان، وذلك نتيجة إصابتها بفيروس كورونا.
ومع بداية تطور ونهضة الكويت بدأ الكثير من الوافدين يأتون إليها من أجل العمل، بفضل النعم الكثيرة التي حَبانا الله بها، حيث فضّل الكثير من المواطنين العمل المكتبي على بعض الوظائف، وإذا كان المواطن قادراً على بعض الأعمال والمهن، فمن الطبيعي والمنطقي أن نقدمه، وفي التعيينات يجب أن نرفض التنفيع في هذا الأمر سواء كان من وافد أو مواطن ولتكن المسطرة هي الكفاءة.
هناك حالات فردية سيّئة نعم من مثيري الشغب ويجب محاسبتهم، ولكن يجب عدم التعميم واتخاذ الإجراءات السلبية ضدهم في جو وتهييج إعلامي، الإنصاف مطلوب والتعامل بكل حيادية لأنهم شركاء في نهضة بلدنا الحبيب.
‏ولا شك أن أمام حكومة الكويت مجموعة من التحديات بسبب جائحة «كورونا»، والتي تعتبر التحدي الأكبر لأنها أدت إلى إيقاف العالم وشلل تام في الأسواق والضغط على القطاع الصحي، وأدت إلى نزول النفط إلى أسعار غير مسبوقة والذي أدى إلى عجوزات حقيقية في ميزانيات الدول... نحتاج إلى قرارات شجاعة توقف هذا النزيف، وهذا يحتاج إلى فريق أزمات محترف وفي مُختلف التخصصات.

تعليقات

اكتب تعليقك