زايد الزيد : النقاش الجماعي قبل اتخاذ قرار إجلاء المواطنين من الخارج تطور لافت في أسلوب العمل الحكومي ، وعلى القادمين تقدير المخاطر والالتزام التام بالبقاء في البيوت
زاوية الكتابكتب زايد الزيد إبريل 20, 2020, 9:25 ص 3833 مشاهدات 0
أوفت الحكومة بوعدها الذي قطعته للشعب الكويتي، وإن كان هذا الوفاء قد جاء متأخراً نسبياً، وبدأت بعملية إجلاء المواطنين الكويتيين العالقين في الخارج والذين قدر سمو رئيس مجلس الوزراء عددهم بـأكثر من 50 ألف مواطن ومواطنة، بين مقيم للعلاج في الخارج وسائح وطالب ومتدرب تقطعت بهم السبل في بلاد الغربة بسبب فيروس «كورونا» المستجد.
ومن وجهة نظري فإن أهم ما حدث في المؤتمر الصحافي الذي تم الإعلان فيه عن خطة الإجلاء الأكبر في تاريخ الكويت من ناحية العدد ومن ناحية اتساع الرقعة الجغرافية هو اعتراف الحكومة بوجود نقاش وتباينات في وجهات النظر حول إعادة الكويتيين من الخارج، حيث أبدى القطاع الصحي رأيه، وأبدت الحكومة رأيها، وبعد استشارة الخبراء خلصت الحكومة إلى نتيجة نهائية وهي ضرورة عودة المواطنين الكويتيين العالقين في الخارج قبل شهر رمضان المبارك.
هذا النقاش يمثل تطوراً مهماً في سياسة العمل الحكومي لدينا، وهو الابتعاد عن اتخاذ القرار الفردي وتجاهل المختصين، وهي سياسات لطالما تميزت بها حكومتنا في مواجهة الكثير من الأزمات، لكن الحق يُقال بأن الحكومة هذه المرة تفوقت على نفسها، حتى درجت مقولة تتردد بين الكويتيين هذه الأيام حول كيفية مشاهدة المواطنين للمرة الأولى الوزراء وهم يعملون طوال الوقت بينما يجلس المواطن في بيته مرتاحاً في ظل وفرة الغذاء ولله الحمد.
المهم الآن، الإسراع في تنفيذ خطة الإخلاء، وعدم السماح بوقوع أي أخطاء فيها قدر الإمكان، والأهم من ذلك الضرب بيد من حديد على المستهترين الذين يرفضون اتباع إجراءات السلامة والوقاية خصوصاً من القادمين من الخارج الذين ستفرض عليهم الدولة حجراً منزلياً أو مؤسسياً، لأن استهتار بعض هؤلاء وعدم التزامهم قد يؤدي إلى كوارث كبرى تدمر كل ما حققناه في مواجهة فيروس كورونا طوال شهرين أو أكثر.
أما المواطنون القادمون من الخارج، فإن مصير الكويت، هذا البلد الذي رفض أن يتخلى عنهم وهم في الخارج، وقرر أن يأخذ المخاطرة بإرجاعهم إلى بلدهم، بات بين أيديهم، فإما الالتزام بالبقاء في البيوت وحفظ أرواح الناس والقضاء على انتشار هذا المرض، أو الاستهتار والرعونة ونشر المرض من جديد وتعطيل البلاد أكثر فأكثر.
ختاماً، نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها وأميرها وكل من يعيش على أرضها من كل مكروه
تعليقات