‫محمد الوشيحي: الحقيقة أننا نستخدم الشلولو لا لعلاج مرض كورونا فقط بل لعلاج كل مشاكلنا فلأننا بتوع الشلولو صرنا نعالج حتى أمراضنا المجتمعية بالشلولو‬

زاوية الكتاب

كتب محمد الوشيحي 573 مشاهدات 0


كنا نكتفي بابتسامة، حين يخرج لنا شخص مهبول يقسم بالأيمان الغليظة والسميكة أنه يستطيع القضاء على جائحة كورونا ببساطة، وبإصبعه الصغيرة، وأن العلاج متوفر في منازلنا، وفي أسوأ الأحوال في محلات العطارة (الحواج).

كيف ذلك يا حبيبنا؟ نسأله فيجيب: "ملعقة كركم مع فصّي ثوم ونصف ملعقة صغيرة من الحبة السوداء، يوضع كل هذا في ماء دافئ، وفوق الخلطة عصرة ليمون. وألف لا بأس عليك"! هكذا هي إذن؟ طيب لماذا لا تستخدم الدول الكبرى والمتطورة ذلك؟ هل هي تجهله؟ الإجابة موجودة: هذه مؤامرة دولية وخطة من الدول الشيطانية الكبرى لتقليل عدد سكان الكوكب.

أها. ومعالم الخطة هي انهيار اقتصادات هذه الدول، وموت عدد كبير من مواطنيها، ودخول رئيس وزراء إحدى هذه الدول الشيطانية العناية المركزة؟ هنا يضطر "عالم الكركم" إلى اللجوء للدين من الباب الخلفي: هؤلاء يكرهون الإسلام والمسلمين، ويكرهون كل علم أو دواء يأتي من المسلمين! فتح الله عليك أيها الإمام العالم. وطبعاً لن نسأله عن سبب عدم استخدام حكوماتنا الإسلامية هذا العلاج العجيب، لأن إجابته معروفة "هم في غفلة عن الدين".

أقول كنا نكتفي بابتسامة كلما سمعنا عن علاج من هذا النوع، لم يكن "مخترعه" في حاجة إلى مختبرات ولا أبحاث ولا بنية تحتية ولا أجهزة متطورة ولا مؤتمرات تناقش عيوب "الاختراع" وفوائده، ولا هذه ولا تلك... إلى أن ظهر على شاشة إحدى الفضائيات "رئيس قسم التغذية" في أكبر مؤسسة متخصصة، في أكبر دولة عربية، يتحدث عن قدرة "الشلولو" على علاج الأمراض، ومنها مرض كورونا "كوفيد - 19". والأدهى أن المذيع كان يبدي اقتناعه بهذا الكلام الشلولو.

طيب ما هو الشلولو يا حبيب الأمة العربية؟ الشلولو هو الملوخية الباردة، بشرط إضافة الليمون والثوم. تبارك الله.

وبعيداً عن الضحك على جراحنا وآلامنا... الحقيقة أننا نستخدم الشلولو، لا لعلاج مرض كورونا فقط، بل لعلاج كل مشاكلنا. فلأننا بتوع الشلولو، صرنا نعالج حتى أمراضنا المجتمعية بالشلولو، وأمراض ديمقراطيتنا بالشلولو، وفساد أجهزتنا الرسمية بالشلولو، وحرية الرأي عندنا نستخدم معها طريقة الشلولو، وحقوق الإنسان نوفرها بالشلولو، والصناعة بالشلولو، و"كلّو بالشلولو"، لذلك أصبحنا شلولو العالم.

تعليقات

اكتب تعليقك