‫مظفر عبدالله: هناك وباءان في انتظارنا إذا ولّى كورونا: الأول النسيان وهو آفة العقل والثاني في العودة إلى النوم على وسادة مداخيل النفط‬

زاوية الكتاب

كتب مظفر عبدالله 744 مشاهدات 0


هناك وباءان في انتظارنا إذا ولّى كورونا: الأول النسيان وهو آفة العقل، والثاني في العودة إلى النوم على وسادة مداخيل النفط، والحقيقة أن هذين السببين تم اختبارهما بعد اجتياح العراق لدولتنا الحبيبة الكويت عام 1990 فرسبنا فيهما.

أول العمود: تلقيت اتصالاً من مسؤولة قيادية في وزارة الكهرباء والماء بسبب تغريدة طلبت فيها من متابعيَّ التفكير في وسائل توفير الطاقة في ظل الظرف الاستثنائي لوباء كورونا خصوصا مع دخول موسم الصيف الثقيل. سَرّني التواصل لأنه كان يطلب المزيد من التفاعل الشعبي، وسرّني أكثر لقولها: إننا نقوم بالتواصل الشخصي مع الناصحين والمنتقدين لأنه جزء من العمل في الوزارة.

***

أثبت عدد من وزراء الحكومة الحالية وجودهم وتفعيلهم لدور وزاراتهم في إدارة البلد في ظل وباء كورونا المقيت. وهنا نسأل: ما الذي دفع هؤلاء الوزراء لإظهار شكل آخر من الفعالية في إدارة الأمور واتخاذ التدابير السريعة للسيطرة على تسيير الحياة في الكويت؟

بالطبع يقف دخول الوباء كعامل تخويف ورعب لنا وللعالم جميعاً، أي غريزة البقاء والتعلق بالحياة كسبب رئيس لهذه الحيوية، ويُضاف إلى ذلك الزخم الشعبي (الوفي دائماً) في دفع هؤلاء الوزراء للعمل والتغيير في ظل تركة زمنية غارقة بالفساد في مجالات العمالة والغش التجاري والفساد الإداري والسياسي، ونضيف لها خبرة هؤلاء الوزراء وسِنهم.

لكن السؤال الأهم: هل سنكون محاربين للفساد بعد أن يزول الوباء الذي تسبب في إبراز وجهنا الثاني المأمول في زمنه؟ هذا سؤال الكويت كلها، بمجلس وزرائها وبرلمانها وشعبها.

هناك وباءان في انتظارنا إذا ولّى كورونا: الأول النسيان وهو آفة العقل، والثاني في العودة إلى النوم على وسادة مداخيل النفط، والحقيقة أن هذين السببين تم اختبارهما بعد اجتياح العراق لدولتنا الحبيبة الكويت عام 1990 فكانت كوارث المال العام، والإمعان في تسخيف العمل البرلماني، وتوزيع الثروات في بند الأجور والرواتب، والاتجار بالبشر، والتسويف في قضية البدون، والجور على المشهد الثقافي وإهماله، وإهمال تطوير التعليم.

هذه المشاكل أحياها الوباء اليوم وبإنذار أخير، إذ لا حياة تُرتَجى لا للكويت ولا لأي دولة أخرى تراخت وأهملت حل مشاكلها السابقة، أما نحن في الكويت فعلى مفترق طرق، فإما مقاومة آفتي النسيان والاعتماد على النفط، وإما العودة الى مربعنا الأول البغيض.

كورونا ليس وباء... هو سؤال حضاري وفلسفي وبشري، هو سؤال تعرية أمام الملأ يتطلب إجابات وخططا تجعل من الإنسان سعيداً في أرضه بعد عقود العبث بالأرض وإنسانية الإنسان.

تعليقات

اكتب تعليقك