زايد الزيد: ما يحدث لعمال اليومية مسؤولية من؟ والجواب واضح ويعرفه كل كويتي وكويتية وهو تجار الإقامات الذين عاثوا في الأرض خراباً وأغراهم الربح السريع
زاوية الكتابكتب زايد الزيد مارس 31, 2020, 10:41 م 577 مشاهدات 0
ألقت أزمة فايروس كورونا بظلالها على الاقتصاد العالمي وعلى الاقتصاد الكويتي بالتبعية، فتسببت بتوقف الأعمال وتعطل الاقتصاد، لكن الخطر الأكبر ليس علينا نحن المواطنين الذين نتمتع بحماية الدولة الريعية، أو على موظفي الشركات والقطاع الخاص الذين يُشرط على شركاتهم الالتزام بدفع رواتبهم ، بل المشكلة على فئة كنا نشاهدها كل يوم وقد نستعين بها في بعض الأعمال وهي فئة عمال اليوميّة.
لقد تعرض عمال اليوميّة وأغلبهم من فقراء الوافدين من أصحاب مهن السباكة والحدادة والنجارة والبناء إلى ضربة قاسية بسبب توقف الأعمال التجارية والإنشائية، وبات الكثير منهم يعيش تحت وطأة الجوع ومطالبة أصحاب البيوت والعمارات التي يسكنون فيها بدفع الإيجارات، مما جعلهم يقترضون من بعضهم البعض رغم أنهم جميعاً يعيشون في حالة فقر تامة كونهم يرسلون المبالغ التي يجنونها في الكويت إلى أهاليهم شهراً بشهر.
ليس هذا فحسب، بل إن الاكتظاظ الكبير الذي تعيشه مناطق كجليب الشيوخ والحساوي وخيطان والمهبولة والمنقف وأبوحليفة وهي مليئة بالعمالة اليومية، والعمالة السائبة وغيرها، قد يسبب بانفجار كبير في عدد الإصابات بفايروس كورونا - لا سمح الله – لأن أبجديات التباعد الاجتماعي المطلوب في مثل هذه الأوبئة غير موجودة.
والسؤال المطروح هنا هو : ما يحدث لعمال اليومية مسؤولية من؟ والجواب واضح ويعرفه كل كويتي وكويتية وهو تجار الإقامات الذين عاثوا في الأرض خراباً وأغراهم الربح السريع بجلب مئات الآلاف من العمالة وأخذ "الإتاوات" منهم ثم رميهم في الشوارع بلا عمل أو وظيفة، وهؤلاء الذين جُلبوا من الخارج بشر طبيعيون يحتاجون لأموال يسددون فيها تكاليف مجيئهم إلى الكويت ويرسلون أموالاً لأهاليهم التي ليس لهم معيل سواهم، فيلجأ بعضهم إلى العمل الشريف باليومية والذي توقف بسبب الكورونا، والآخرون يلجأون إلى الأعمال غير الشرعية، فلا نبالغ إن قلنا أن تجارة الإقامات هي أصل كل الشرور وأن فايروس كورونا كشف خطرها على الجميع بما فيهم تجار الإقامات أنفسهم ، ولكن الأحقر والأكثر شراً وسوءاً من تجار الاقامات هم المسؤولين الحكوميين الذين سهلوا لهم جريمتهم .
ختاماً، لا يسعنا إلا أن نشكر أصحاب الخير الذين يتبرعون بشكل يومي لهؤلاء لعمال بمأكلهم ومشربهم، ولولا وجود أهل الخير في هذه البلد الطيبة لحدث ما لا يحمد عقباه بسبب استهتار الحكومة في مواجهة هذا الخطر ، وأخشى مانخشاه أن تخبيء لنا الأيام المقبلة أخطاراً وشروراً لايعلم إلا الله مداها .
تعليقات