داهم القحطاني: كما أن فيروس كورونا خطر على صحتنا ففيروس «التسفير» خطر على روحنا الحقيقية كشعب يرفض الظلم والعنصرية
زاوية الكتابكتب داهم القحطاني مارس 31, 2020, 9:51 م 534 مشاهدات 0
لاحظت أن البعض يتساهل في قضية إبعاد المقيم خلال أزمة وباء «كورونا» بذريعة أننا نعيش ظروفاً استثنائية، رغم أن هذا الإبعاد يعني القضاء ليس فقط على مستقبل هذا المقيم، بل حتى على مستقبل أسرته أيضاً.
لا نريد من فيروس كورونا أن ينزع منا ككويتيين أجمل ما فينا، وهو الحس الإنساني في التعامل مع الآخرين، فلولا هذا الحس لما تحرر بلدنا من الغزو العراقي الآثم، فهل نسينا أن دعوات المساكين في شتى أصقاع الأرض هي التي أنقذتنا بعد الله من جحافل هذا الجيش الظالم.
وهؤلاء المساكين الذين يدعون لنا في الماضي وفي الحاضر هم من شملهم ويشملهم العمل الإنساني والخيري الكويتي، سواء عبر الحكومة أو عبر العمل الشعبي الخيري.
الإبعاد الإداري ضرورة فقط حينما يقوم مقيم ما بالمساس بالأمن الوطني للكويت، أو قيامه بممارسة أفعال تؤدي إلى زعزعة الأوضاع في البلد، لكنها لا تشكل جريمة، فهنا تقوم الحكومة بإبعاده إدارياً حرصاً على المصلحة العامة. أما في القضايا الأخرى، خصوصاً ذات الطابع الخدمي، فلا يجوز القيام بإبعاد المقيم قبل أن يخضع لمحاكمة عادلة تتوافر فيها كل الضمانات القانونية، وللمحكمة أن تقرر إبعاده إداريا لاحقا إن رأت أنه يستحق هذه العقوبة.
البعض يعتبر ذلك ضعفا من الدولة، لكنه برأيي مصدر قوة لأي دولة، فالخضوع لدولة القانون، وعدم اتباع الانفعالات يعطي للعالم، خصوصا المنظمات التي ترصد حالة حقوق الإنسان صورة حقيقية عن الكويت كدولة تؤمن بحقوق الإنسان، وتتبع القوانين، ولا تتعامل بتطرف أو عنصرية مع المقيمين فيها.
نعم للحزم في تطبيق القوانين على الجميع، خصوصا في وقت الأزمات، كالزمن الذي نعيشه حاليا، ويجب ألا يمس أحد هيبة الدولة، ولكن من دون اللجوء إلى إجراءات تسيء للبلد وتؤثر سلبا على درجة التزامه بحقوق الإنسان في التقارير التي تعدها المؤسسات الدولية المختصة.
القوة تكمن في الحق، والهيبة لا تكتمل من دون عدالة. وكما أن فيروس كورونا خطر على صحتنا، ففيروس «التسفير» خطر على روحنا الحقيقية كشعب يرفض الظلم والعنصرية.
تعليقات