الطيبة والعفوية اللتين يتحلى بهما الشيخ ناصر ليستا العلاج او الوسيلة الفعالة للتعامل مع المتضارب والمتسارع مع أحداث وساسة اليوم:مقالة عبداللطيف الدعيج

زاوية الكتاب

كتب 527 مشاهدات 0


شيخ ناصر.. سامحنا 

كتب عبداللطيف الدعيج : 

 
سبب تمسك الاسرة بالشيخ ناصر المحمد هو الايمان بطيبته وعفويته. وسبق ان خسر المرحوم الشيخ جابر العلي الصراع على ولاية العهد بسبب طيبة الامير الراحل الشيخ سعد العبدالله السالم، مقابل ما اشيع ــ ربما زورا او على الاقل مبالغة ــ عن قسوة او «تجبر» المرحوم الشيخ جابر العلي. لا شك ان هذا الاصرار على اختيار «الطيب» والمتواضع والعفوي هو دليل على التزام الاسرة الحاكمة بشأن المواطن الكويتي، واجتهادها لتوفير الاستقرار له واستبعاد احتمالات المواجهات او الصدامات مع حاكم قد يلجأ الى القسوة مع مواطنيه او ما يحيط به. نشعر بالامتنان لهذا الاصرار وهذه الحميمية في العناية بالشأن العام. لكن دائما هناك.. لكن.
ربما الطيبة والعفوية، سواء اللتين يتحلى بهما الشيخ ناصر او غيره، ليستا العلاج او الوسيلة الفعالة للتعامل مع المتضارب والمتسارع مع أحداث وساسة اليوم. طبعا لا ندعو الى احلال القسوة او حتى الخشونة محل ذلك، لكن القصد ان تتوافر مزايا الحكم الاساسية كالحسم والعزم الى جانب الطيبة وحسن النيات. مشكلة الشيخ ناصر او مشكلة البلد معه هي غياب الحزم وانعدام الاستقرار في القرار الحكومي.
بعد ضجة الاستجواب الذي استهدف الشيخ ناصر وبعد حل مجلس الامة واعادة الانتخابات توقعنا وتمنينا ان يعود الشيخ ناصر بسياسة جديدة و«إرادة» عنيدة لمواجهة التحديات والقرارات الصعبة. لكن الواضح وبسهولة حتى الآن، ان شيئا لم يتغير وان الشيخ ناصر لم يتعلم أو حتى يكتسب جديدا من خبرة السنوات السابقة. عاد الشيخ ناصر وعاد الارتجال والتردد وتقديم امر وتأخير عشرة.
ليعذرنا الشيخ ناصر، وليعذرنا أكثر، الحريصون على أمن المواطن الكويتي واستقراره وكرامته. فنحن من هذا المنطلق صفينا الى جانب الشيخ ناصر. وبدافع من هذه الرغبات الوطنية والمسؤولة دافعنا عن الحكومة وساندنا ما أمكن سياساتها. لكن مع الاسف زاد الماء على الطحين. اخطاء الحكومة وتذبذب القرار لا يزالان هما المتسيدان، ولا يبدو ان هناك املاً مع هذه المعالجة الهشة والمتخبطة لاستجواب السيد وزير الداخلية، حيث تؤكد هذه المعالجة أن لا شيء تغير، وان الحكومة اليوم مثل الامس «ما تدري وين الله حاطها» لهذا لم يبق الا ان نقول للشيخ ناصر ولمن يروج طيبته.. سامحونا.

القبس

تعليقات

اكتب تعليقك