‫حسين الراوي: كم من علي بابا حرامي عندنا يسرق ويسرق وإلى الآن لم يقع في قفص العدالة!‬

زاوية الكتاب

كتب حسين الراوي 459 مشاهدات 0


في دول الخليج يطلق الناس بالعامية على حيوان الثعلب اسم (الحصني)، والحصني كما هو معروف من أهم صفاته المراوغة والحيلة واللف والدوران على الفريسة، وبأنه أحياناً يقوم بتمثيل دور الميت حتى يتركه البشر في حال سبيله عندما يطاردونه، وعندما يمرون بالقرب منه.
وقبل أيام شاهدت مقطع فيديو لحارس غنم ليس بعربي، قام عن طريق الحِيلة باصطياد ثعلب في داخل القفص، ومن ثم اقترب ذلك الحارس من الحصني وبدأ يتحدّث إليه بحِرقة ويسأله عن سبب سرقته لدجاجه وبقية طيوره التي هي خاصة به وتمس معيشته، فقال الحارس للحصني بلسانه الأعجمي ما معناه: اليوم تم الإمساك بك جيداً أيها الحصني، ولأنك «علي بابا»، فلا بد من قتلك. وانتهى المقطع.
في الحقيقة كان المقطع قصيراً جداً لم يتجاوز 30 ثانية، لكنه كان طويلاً في معانيه وعمقه، فالحصني دأب يعبث في حياة الحارس لأيام طويلة حتى آذاه وضيّق عليه عيشته، ما جعل الحارس الغلبان يثور ويصنع حيلة لاصطياد الحصني، وبالفعل اصطاده ومن حرّ ما يجد الحارس في قلبه على الحصني لم يقتله على الفور بل ذهب ليتحدث إليه وهو ذليل داخل القفص، ليخبره عن ذلك الأذى النفسي والمادي الذي مسّه بسبب خِسة الحصني، لذا في نهاية حديث الحارس للحصني أخبره بأنه سيقتله، لأنه (علي بابا).
وحكاية هذا الحارس مع ذلك الحصني أرجعتني إلى حكاية المواطن الغلبان مع من ينهب الشعب ويمص خيرهم دونما رحمة منه ولا مروءة ولا ذمة، وكم من علي بابا حرامي عندنا يسرق ويسرق، وإلى الآن لم يقع في قفص العدالة!

تعليقات

اكتب تعليقك