‫حسن العيسى: ليت وزير المالية يصبح حاله من حال الوزيرين باسل الصباح وأنس الصالح ويخرج علينا بلقاءات وتصريحات إعلامية عن الوضع المالي والاقتصادي لدولة "الهون أبرك ما يكون" بعد انتشار كورونا‬

زاوية الكتاب

كتب حسن العيسى 542 مشاهدات 0


ليت وزير المالية يصبح حاله من حال الوزيرين باسل الصباح (وزير الصحة) ووزير الداخلية أنس الصالح، ويخرج علينا بلقاءات وتصريحات إعلامية عن الوضع المالي والاقتصادي لدولة "الهون أبرك ما يكون" بعد انتشار وباء كورونا. 

لدينا من السابق ومنذ عقود طويلة سرطان اقتصادي قديم، لكن لم يشعر به أحد لأن السلطة الرشيدة كانت توزع الرواتب وتفصل كوادر مالية عالية على دولة الموظف العام، مثلما كانت تهدي نخب "المؤلفة قلوبهم"، من الجماعات الذين لا يتزحزحون عن مراكزهم العالية (فرق إن حبتك عيني)، هدايا المناقصات والدفع من تحت الطاولة لصفقات سلاح وغيرها، "فلوس طيس" لا أحد يحاسب عليها، ولا أحد يكترث في الأغلب، وعيش ليومك ودع الغد للقدر والغيب!

الآن، وكم نتمنى أن يتحرك الوعي العام المخدر، لدينا فوق السرطان الريعي ومثلث الفساد، آثار وباء كورونا، كارثة بالعالم هي اقتصادية أكثر منها صحية، فما هو وضع الدولة الاقتصادي اليوم وأسعار بضاعة النفط تتجه إلى مزيد من النزول؟ وكيف تنظر سلطة "البخاصة" إلى المستقبل؟

وزير المالية السابق بدر الحميضي قال، في ندوة بشهر سبتمبر الماضي، إن الاحتياطي العام تقلص من 21 مليار دينار إلى 7 مليارات، خسف رهيب لم يحرك ساكناً، لا عند فرق السلطة ولا الفرق الشعبية، الأمر سواء عند الفريقين، مادامت الرواتب ودهان السير والاسترضاءات السياسية لنواب الهدر تسير على قدم وساق، أيضا كان إجمالي الإيرادات التقديرية لسنة 2021/2020 حوالي 14. 786 مليار دينار بتراجع 6.5 في المئة عن السنة الماضية، كان هذا قبل خبر "كورونا"، وكان عجز الميزانية أكثر من 9 مليارات دينار، ماذا عن الآن؟ ما هو تصور العجز المالي المحتمل غير عجزكم السياسي؟ وماذا ستفعل الحكومة، ومجلسها النيابي؟ هل ستقترض أم تستهلك الاحتياطي العام والأجيال، أم ستخفض قيمة الدينار؟! ومع هذا النهج السياسي، يبدو أن تخفيض الدينار ومواجهة وضع مثل الوضع الفنزويلي هما أقرب إلى التصور.

ليس مطلوباً من وزير المالية طمأنة الناس على الحالة المالية، بل المطلوب أن يدعهم يحيون في قلق من المستقبل مثلما هم قلقون اليوم من "كورونا"، ووضعوا الكمامات والقفازات الطبية، تحريك أسباب القلق هو إيقاظ للوعي العام الغارق في سبات عميق، وإذا تحرك هذا الوعي يمكن للسلطة أن تصارح الناس بحلول ممكنة يمكن أن يقبلها الجمهور، مع أن هذا بعيد عن التفكير فيه، فغطس الرؤوس في الرمال والهروب من مواجهة الواقع هو الحاكم، وتظل شعارات عش ليومك واهبش لغدك وخل القرعى ترعى هي رموز النهج السياسي السائد بالأمس واليوم وحتى في الغد المجهول.

تعليقات

اكتب تعليقك