‫داهم القحطاني: فيروس كورونا أزمة حقيقية كشفت للجميع أن القياديين الحكوميين من فئة «الباراشوت» كانوا بالفعل مصيبة على الكويت‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 502 مشاهدات 0


‫كان موقفا سخيفا جدا حين كانت الكويت كلها، حكومة ومؤسسات طبية وشعباً، مشغولة بمواجهة فيروس كورونا، ويصدر في الوقت نفسه مرسوم بتغيير وزير الكهرباء، وهو يتقلد مرفقا مهما، لأنه وحين تم تعيينه لم يتم التثبت أن عليه حكما نهائيا، تأكد بعد تعيينه بحكم بات (تمييز) بقضية. ‬

‫لهذا وحين كنا نطالب الحكومات المتعاقبة بتلافي الأخطاء الإدارية، كان الهدف أن تكون الدولة دوما مستعدة لمواجهة الأزمات والكوارث، كأزمة فيروس كورونا، من دون وجود عوائق ومنغصات، كانشغال رئيس الوزراء في مسألة استقالة وزير، والبحث عن وزير آخر، واستمرار الحكومة بالعمل، وهي ناقصة وزيرا أصيلا لمرفق مهم كالكهرباء. ‬

‫منذ بدء أزمة فيروس كورونا تم إجراء 3089 مسحة طبية (اختباراً) للقادمين من دول عدة. ‬

‫ووفقا للنتائج المعلنة حتى ساعة كتابة هذه المقالة، الثلاثاء 3 مارس 2020، بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا 56 مواطنا، منهم 53 مواطنا قدموا من إيران، وواحد من غير محددي الجنسية قدم أيضا من إيران، في حين أصيب مواطنان في الكويت لدى قيام قادمين من إيران بمخالطتهما. ‬

‫وبلغ عدد المحجورين في حجر صحي إجباري نحو 700 شخص، بينهم مواطنون ووافدون، في حين بلغ عدد المحجورين في منازلهم نحو ألف شخص. ‬

‫فيما عدا السماح لمواطنين قادمين من إيران، وهي مصنفة من الدول الخطرة بمسألة تفشي فيروس كورونا، كان الأداء الحكومي في مواجهة فيروس كورونا أكثر من رائع، والسبب الرئيسي برأيي كان وجود رأي عام شعبي ضاغط يراقب الإجراءات الحكومية، ولا يتسامح مع أي تقصير، فالمسألة أصبحت تتعلق بمصير المواطن وأسرته. ‬

‫هذه الرقابة الشعبية، وإن كانت قوية جدا وحادة، إلا أنها تعتبر من العوامل المهمة التي تضبط الأداء الحكومي، ولا تجعل القيادي الحكومي الفاشل يراهن على ترتيبات نفعية مع أعضاء مجلس الأمة ليهرب من المحاسبة. ‬

‫فيروس كورونا أزمة حقيقية كشفت للجميع أن القياديين الحكوميين من فئة «الباراشوت» كانوا بالفعل مصيبة على الكويت، فهم وفي هذه اللحظات عاجزون عن إدارة الأزمة، والمواجهة الحقيقية يقوم بها القياديون الذين تم تعيينهم وفق مفهوم الكفاءة لا الواسطة، وهم للأسف قلة. ‬

‫كما يقوم بمواجهة الفيروس مئات الآلاف من الموظفين الكويتيين، رجالا ونساء، الذين يخلصون في أعمالهم حتى وهم يشعرون بالحسرة من التعيينات الباراشوتية، التي تم فيها ظلم الكويتيين، وتعيين غير الأكفاء في المناصب القيادية من أجل أن يكسب بعض الوزراء صمت النواب، وولاء بعض الشخصيات المذهبية والطائفية والقبلية والأسرية، التي تعتبر أن مكونها الأصغر أهم من الكويت.‬

تعليقات

اكتب تعليقك