‫عبدالعزيز التركي: كالفي في لهيب الأيام.. وجحيم الزمان! ‬

زاوية الكتاب

كتب الآن 502 مشاهدات 0


‫لا أعلم حقيقة من أين أبدا، ولا أعلم هل كلماتي سيكون له معنى أم مجرد أحاديث وقليلًا من الهراء! ‬

‫لن أتحدث عن كورونا أو صفقة القرن، ومجازر أدلب، ومايحدث للمسلمين.. فقد سئمت الأمر ولا خالد يسل سيفه ولا النجاشي يطلق مدفعه! ‬

‫كل ما في الأمر أن الحياة لا تبدو منطقية مطلقًا، والمستقبل لا أعتقد بأنه مشرق. ‬

‫لقد عانيت من الحرمان ما يكفي، وذقت شتى أنواع الألم، وتجرعت المرارة ليلًا ونهارًا، فالأيام تشبهه سلفها، ولا جديد في الحياة سوء إن مواعيد نومي تتغير! ‬

‫حقيقة لا أعلم ماذا تريد الحياة، ولماذا تعاملنا بهذه القسوة؟ حقيقة لا أعلم ماذا يريد الجلاد، وماهو الذنب الذي اقترفناه.‬
‫ ‬
‫كل ما أعرفه في هذه الحياة، بأنني مقيد، محطم، مسلوب الوطنية، مجهول الهوية، وآحيانًا لدي قرينة عربية ! هذا كل ما توارثته من أسلافي، على الرغم من نكران الهوية إلا الشكر موصول لتلك الأيادي العنصرية، فالله الحمد مازالت عروقي "عربية"!! ‬

‫لم تكتفي الحياة بقسوتها، فما كان يصبرني على مرارة الأيام ونكران الحياة، ماكان يعطيني أمل للنهوض مجددًا .. رحل !‬

‫ربما مازال قلبها ينبض إلي، وربما حنينها واشتياقها يؤلمها، وربما لا تشعر بالسعادة .. لا أعلم ! ولكن الحقيقة الراسخة.. أن السعادة قد فارقتني منذ رحيله.‬

‫فهل يجب أن استسلم للقدر؟ فيبدو بانه لا يشاء على ما أحب، وحقًا شواطئنا لم تعد  تنتظر، ولكن جل ما يسعدني بإن يقيني ما يحدث "حكمة من الله"، ولن يضيع الله أجر المحتسبين.‬

‫فقد كانت كالفي في لهيب الأيام، كالفي تحجب قساوة الحياة وجحيم الزمان، كانت كفرحة للثكالى، وشمعة للأمل، وفجرًا للحياة، وملاذ للبائسين! ‬

فَالعَينُ بَعدَهُمُ كَأَنَّ حِداقَها‬
‫سُمِلَت بشَوكٍ فَهِيَ عورٌ تَدمَعُ‬
‫حَتّى كَأَنّي لِلحَوادِثِ مَروَةٌ‬
‫بِصَفا المُشَرَّقِ كُلَّ يَومٍ تُقرَعُ‬
‫وَتَجَلُّدي لِلشامِتينَ أُريهِمُ‬
‫أَنّي لَرَيبِ الدَهرِ لا أَتَضَعضَعُ‬
‫وَالنَفسُ راغِبِةٌ إِذا رَغَّبتَها‬
‫فَإِذا تُرَدُّ إِلى قَليلٍ تَقنَعُ‬
‫وَالدَهرُ لا يَبقى عَلى حَدَثانِهِ‬
‫جَونُ السَراةِ لَهُ جَدائِدُ أَربَعُ‬


‫"أبو ذؤيب الهذلي"‬

تعليقات

اكتب تعليقك