زايد الزيد: هذا الاستهتار من جهة والاستجابة للضغوط السياسية لنواب لا يفقهون في الطب شيئاً إنما هو دليل قاطع على فشل وزير الصحة في تسيير عجلة قطاع مهم وحساس وفي هذا الوقت بالذات
زاوية الكتابكتب زايد الزيد فبراير 25, 2020, 12:08 ص 536 مشاهدات 0
حدث - وللأسف الشديد - ماكنا قد حذرنا من وقوعه في مقال الأمس ، حيث سجلت الكويت فضيحة عالمية في النظام الطبي ، انتشرت أصداؤها في كل مكان ، عقب قيام وزارة الصحة بالاستجابة للضغوط السياسية قبل أيام وعدم حجر الكويتيين القادمين من إيران ، والاكتفاء بفحصهم في المطار ثم إرسالهم لبيوتهم والطلب منهم حجر أنفسهم لمدة ١٤ يوماً هناك ، في إجراء يتعارض مع أبسط قواعد الطب فضلاً عن أبسط قواعد المنطق والعقلانية التي يتميز فيها الإنسان العاقل في مثل هذه الأمور.
إن وزارة الصحة التي صدّعت رؤوسنا طوال أيام باستعداداتها المتوافقة مع معايير المنظمات الدولية والصحية وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية ، فشلت في مواجهة المرض عند أول مواجهة حقيقية له، فالكويتيون شاهدوا بأم عينهم الفروقات بين الفحوص والاستعدادات الطبية في مطار الشيخ سعد العبدلله وهو المطار الذي جرى استقبال الكويتيين الذين تم إخلاؤهم من إيران، وبين استعدادات الدول المتقدمة وغير المتقدمة حول العالم، وكيف استقبلت مواطنيها الذين تم إخلاؤهم من بلدان انتشر فيها فايروس كورونا.
إن هذا الاستهتار من جهة، والاستجابة للضغوط السياسية لنواب لا يفقهون في الطب شيئاً إنما تحدثوا وضغطوا لأجل أغراض انتخابية، إنما هو دليل قاطع على فشل وزير الصحة في تسيير عجلة قطاع مهم وحساس كمثل هذا القطاع وفي هذا الوقت بالذات.
لذلك فإن الدعوة اليوم إنما هي لاستقالة وزير الصحة نتيجة فضيحة إستقبال أكثر من ٧٠٠ مواطن تم إعادتهم من إيران إلى بيوتهم والطلب منهم حجر أنفسهم، وهو أمر سخرت منه كل وسائل الإعلام في الشرق الأوسط حتى الآن، وسيصل إلى وسائل الإعلام الغربية.
ولن يكون خطر وصول هذا الخبر إلى وسائل الإعلام الغربية مقتصراً على تشويه صورة الكويت أو السخرية منها وتبيان مدى فشل القطاع الطبي لديها، بل سيتعدى إلى ما هو أخطر من ترسيخ صورة الكويت كدولة حاملة للمرض، مما يؤدي إلى تعطيل المواطنين الكويتيين في كافة مطارات العالم كما هو الحال مع المواطنين الصينيين والإيرانيين، كل هذا سيحدث بسبب استهتار ولامبالاة وزارة الصحة ممثلة بوزيرها الذي أبان بهذا التصرف عن الكيفية التي يتخذ فيها القرار لدى الحكومة مع الأسف الشديد.
وليس هناك أبلغ من دعوة مديرة مستشفى الأمراض الصدرية الدكتورة ريم العسعوسي التي قالت بضرورة إعادة كافة الـ٧٠٠ شخص الذين تم الترخيص لهم بالذهاب إلى بيوتهم وحجرهم حجراً صحياً هم ومن اختلطوا بهم سواء من اهاليهم أو حتى عمالتهم المنزلية وذلك خوفاً من انتشار الوباء في الكويت .
تعليقات