تركي العازمي: بطانة السوء أو مجاميع النفاق والمتسلقين يريدونك أن تكذب أو تجامل ولهذا يستمر الفساد وفي المقابل الكثير من أحبتنا لا يعجبهم الوضع
زاوية الكتابكتب د.تركي العازمي فبراير 18, 2020, 10:10 م 602 مشاهدات 0
يقولون: «يكمن الشيطان في التفاصيل»... والمعنى في بطن الشاعر (التفاصيل)٬ وأنا أقول إن الحقيقة تكمن في التفاصيل: فأي تفاصيل نحن نرغب في بحثها؟
عرف عن عهد الخليفة عمر بن عبدالعزيز أنه عهد العدل ولقب بـ«الخليفة العادل»٬ وقبلها قال تعالى عز شأنه: «يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب».
من مداخل الشيطان إلى الإنسان «الهوى» لهذا حذر الله داود عليه السلام من اتباع الهوى.
فالحقيقة في التفاصيل تعني الحقيقة المدعمة بحكم عادل، مبني على أسس وقوانين وضوابط.
كثير من المسؤولين - مع الأسف - «يرخون» سمعهم لبطانة لا تريد الصلاح للبلاد والعباد، وكثير منهم يبني حكمه الباطل على كفاءات وطنية من دون أن يدخل في التفاصيل.
يأتيك شخص ما ويتحدث عن عجز مالي وآخر يقول إن الكويت متجهة إلى الإفلاس، وإن الرواتب تلتهم الإيرادات بعد 4 سنوات... ودّي أصدق وأنتم كيفكم؟
التفاصيل المالية يعرفها قلة... وتديرها مجموعة وتبقى الحقيقة في التفاصيل.
في بيتك٬ الديوانية٬ مقر العمل٬ وسائل التواصل الاجتماعي لو بعثت رسالة مبهمة بمعلومات غير دقيقة، فطبيعي جداً أن تصدقها مجموعة ليست ببسيطة، لكن دخول أصحاب الخبرة في مجال تلك المعلومة، يؤدي إلى وضوح الحقيقة ومن ثم انقلاب السحر على الساحر كما يقولون.
لماذا نكتب؟ لماذا نقيم ندوات، كتلك التي سنقيمها اليوم في ملتقى الثلاثاء عن «الاقتصاد الكويتي... مستقبله والعوامل المؤثرة عليه»... إنه البحث عن الحقيقة كي يحكم الجميع بالعدل، على واقع الحال، وغيرها من ندوات ومقالات عدة لنا ولغيرنا.
من الخطأ بمكان أن نحكم على ظاهر الأمور أو نستقي المعلومة من غير المختصين أو مستشارين «لك عليهم»... فالتفاصيل هي المطلوبة كي تتضح الحقيقة ويصبح الحكم عادلاً... هذا على كل المستويات.
الزبدة:
فنزويلا التي كانت في مقدمة الدول وصاحبة اقتصاد متين انهار اقتصادها: لماذا؟
ببساطة لأنهم وضعوا الولاء مقدماً على الكفاءة، لإدارة الأصول والاستثمارات.
في اقتصاد عالمي جديد يجرم غسيل الأموال وأي نوع من الممارسات المجرمة، التي تروح ضحيتها الأموال العامة، وبات لزاماً علينا أن نتسم بالشفافية والعدل والبحث عن الحقيقة الغائبة.
كلنا يعلم لماذا تدهور وضع التعليم (البنك الدولي وبحث المناهج من غير المختصين وتسييس التعليم لمصالح خاصة)، وكذلك الحال في الصحة التي أصبحت سلعة وقس عليها الكثير من القضايا.
المشكلة أن بطانة السوء أو مجاميع النفاق والمتسلقين، يريدونك أن تكذب أو تجامل، ولهذا يستمر الفساد وفي المقابل الكثير من أحبتنا لا يعجبهم الوضع.
ماذا يعني لكم تكرر أنواع التجاوزات المالية والإدارية والمعنوية؟... الله المستعان.
تعليقات