مبارك الدويلة: اقرأوا أسماء من سرق البلد ونهبها من «هالشق إلى هالشق» ومن يتكرر اسمه في أروقة المحاكم تجدوهم من عيال بطنها وظهرها !
زاوية الكتابكتب مبارك فهد الدويلة فبراير 17, 2020, 9:46 م 629 مشاهدات 0
تقدمت إحدى عشرة سيدة فاضلة ومحلل واحد إلى المحكمة الدستورية بطعن دستوري يطالب بإلغاء قانون يعطي أبناء الكويتي المتجنس حق الانتخاب والترشيح، مع المطالبة الصريحة بحرمانهم من تولي المناصب القيادية في الدولة!
لا أريد أن أعيد حجج مقدمي اقتراح منح الحقوق السياسية لأبناء المتجنسين والموافقين عليه آنذاك من عام 1994، فقد تعبنا في تبيان أهمية القانون في دعم الوحدة الوطنية ورص الصف الداخلي اللذين تحتاج إليهما الكويت ومجتمعها الصغير، لكنني أتساءل: ما هي المصلحة من تقديم هذا الطعن على القانون اليوم؟!
ماذا يريد مقدموه بعد أكثر من ربع قرن على تنفيذه وتطبيقه؟! هل تنقصنا المشاكل الداخلية بيننا حتى أفتح جبهة من أخطر الجبهات؟ نعم، من أخطر الجبهات التي تواجه الوطن ووحدته وتكاتف أهله في وجه المخاطر المحدقة بهم هذه الأيام.
ألا يكفي ما تم اقتراحه مؤخرا من تشكيل هيئة للتحقيق في الهوية الكويتية وما تبعه من جدل وحوار وتحذير من المخلصين لهذا الوطن حول خطورة المقترح على الوحدة الوطنية، كي تأتي مجموعة من النساء لتقديم هذا الطعن المستغرب؟!
يتميز مجتمعنا الكويتي الصغير بأنه مجتمع لم يتجاوز عمره ثلاثة قرون، وأن أفراده جميعا من أصول عراقية وإيرانية وأغلبية من الجزيرة العربية، ولم ينبت أهله نباتا في هذه الأرض، ومع هذا أكرمه الله تعالى بإخلاص أهله له، وحبهم لترابه، وولائهم لحكامه..
هكذا عُرف الكويتيون، وكلما تم الاعتداء على الكويت من الخارج تجسد التلاحم والولاء واقعا ملموسا، ولعل آخر هذه الملاحم ملحمة الغزو العراقي الغاشم، حيث سطر الكويتيون أروع صور الولاء والحب لهذه الأرض الطيبة.
واليوم، مع الأسف الشديد، يأتينا من يريد تخريب هذه الصورة الجميلة للكويت والكويتيين، بالتشكيك في الولاء والانتماء لشريحة كبيرة من الشعب! هل قرأتم أسماء حكومة فرنسا؟ هل سمعتم عن حكومة كندا؟ هل تعرفون أصول أوباما الرئيس السابق لأكبر دولة في العالم؟ هل؟!.. هل؟!.. هل؟!.. لم تمنعهم أصولهم من تولي أعلى المناصب في أكبر دول العالم وأكثرها تقدما وأمنا واستقرارا، كي يأتيني اليوم من يقول لنا احرموا جزءا من الشعب الكويتي من المناصب القيادية ولا تعطوها إلا لولد بطنها!
وكأن ولد البطن هذا نازل من السماء أو أن المتجنس «روبيته» ناقصة!
اقرأوا أسماء من سرق البلد ونهبها من «هالشق إلى هالشق» ومن يتكرر اسمه في أروقة المحاكم، تجدوهم من عيال بطنها وظهرها!
كفى تمزيقا للوطن، وكفى هذه النرجسية المدمرة بحجة المحافظة على النسيج الاجتماعي، الذي أتلفتموه باقتراحاتكم وغطرستكم، والغريب أن البعض وصل به التيه وضياع المنطق إلى أن اتهم خصومه المعارضين لأفكاره المتطرفة بأنهم يدافعون عن مصالح حزبهم وقياداتهم المتضررة من هذا الطعن المدمر!
الكويت اليوم تحتاج إلى أن يخلص لها الجميع، الكويت تحتاج اليوم إلى كل جهد وعطاء من جميع أبنائها من دون استثناء، الكويت اليوم لا تحتمل أن يشعر المواطن فيها بأنه مواطن منقوص الحقوق بينما نطلب منه كامل الواجبات!
من يحرص على الكويت ووحدة نسيجها الاجتماعي عليه أن يرفض كل اقتراح تنتج عنه زعزعة ثقة المواطن بوطنه.
إن عجزتم عن معاقبة من سهّل التزوير وسمح به فلا تعاقبوا وطنا بكل ما فيه!
تعليقات