خالد الطراح: دبلوماسية الوساطة والحياد في كل زمان ومكان جعلت الكويت في مرمى نيران دول صديقة وشقيقة
زاوية الكتابكتب خالد الطراح فبراير 4, 2020, 10:29 م 574 مشاهدات 0
ينبغي للحكومة الكويتية الجديدة القديمة، أن تقبل برحابة صدر النقد الموجه للإعلام الرسمي حتى لو كان قاسياً.. فالعدد المهول من الشباب الكويتي الذين يحالون الى القضاء، بناء على ما يسمى بالانزعاج والاحتجاج المبطن من سفارات صديقة وشقيقة ليس لهما مبرر سياسي وموضوعي، فالعلاقات الثنائية بين الكويت وهذه الدول تقوم على اساس تعاون دبلوماسي لمصلحة كل الاطراف وليس الكويت فقط.
ينبغي ايضا ان لا ننسى ان جسرا من المعونات الكويتية لم يتوقف لدول ثرية، شاءت الظروف ان يدخل بعضها في ازمات من الديون والاختناق المالي، بسبب سياسات اقتصادية ومالية تعتمد على المغامرة والطموح المفرط في جذب استثمارات عالمية، بينما برهنت الظروف ان النتيجة الحتمية لهذه المغامرات الغرق في الاقتراض والديون وتعثر المشاريع العملاقة. اود ان اذهب اكثر بعداً بصراحة واقعية تعليقاً على افتتاحية القبس بعنوان «كفاكم ترهيباً لأبنائنا..يا وزارة الخارجية»، فكثير من الدول الصديقة والشقيقة تستغل، للاسف، بشكل او بآخر تعاون وزارة الخارجية لأسباب كثيرة ومن أبرزها موقف الاعلام الحكومي الكويتي، الذي يعتمد على مقصلة الرقابة على الكتاب والناشرين والمغردين من مواطنين، دون مراعاة المناخ الديموقراطي الكويتي المبني على اساس دستوري في صيانة الحريات والتعبير عن الرأي.
اذا كانت الحكومة تسعى فعلياً الى تحقيق تواصل حقيقي مع الشعب، فنافذة التواصل الحكومي اي نافذة الناطق الرسمي، عاجزة اساساً عن التفاعل المهني بديناميكية مع الشعب، بسبب ضبابية السياسات الرسمية، التي تتغير في الاسبوع مرات، وفي اليوم اكثر من ذلك.. بسبب التردد في اتخاذ القرار سواء من ناطق رسمي شاب عينه على رضا الحكومة وليس التعاطي مع الملفات السياسية وغيرها بمهنية إعلامية، او وزراء وهم «موظفون كبار» يخشون على مناصبهم ومتواضعون سياسياً، وهي معلومة ليست جديدة على الاخ الفاضل الشيخ صباح الخالد، رئيس الوزراء، الذي جاء بعد سنوات من العمل عن قرب مع عدد من الوزراء الحاليين وتحديداً وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء انس الصالح ووزير الاعلام محمد الجبري.. شخصيتين برهنت الايام على دخولهما في متاهات اقتصادية وإعلامية وثقافية.
اما الدبلوماسية الكويتية، فقد طغت عليها المجاملة والدبلوماسية الناعمة كالتعيينات لكبار الدبلوماسيين، الذين تحولوا الى مجرد موظفي علاقات عامة في بعض العواصم، الى جانب تلقي اي شكاوى خارجية ضد المواطنين دون التعامل بالمثل لما يخدم الكويت شعبا ووطناً.
فبعد سلسلة تباشير عن اعفاء المواطنين من التأشيرة البريطانية والأوروبية، لم نتقدم خطوة تذكر، فيما تفتح سفارات الكويت والمنافذ لمواطني هذه الدول دون قيد او شرط!
هناك امثلة عديدة التي يمكن تسطيرها من واقع تجربة مهنية وعملية، ولكني لست من الشامتين، وإنما شريك كمواطن في التعاون في تصويب الامور ووضعها في نصابها الصحيح.
شلل الاعلام الحكومي جزء من شلل في القرار والعزيمة على مختلف المستويات، فالإعلام الرسمي والتواصل الحكومي وجهان لعملة واحدة، وهي احدى السمات البارزة للحكومة الحالية وقبل ذلك ايضا!
اختم، بتوجيه كلمة صادقة للأخ صباح الخالد ان سياسة ارضاء الاجنحة والمتنفذين لن تساعد على ولادة سياسة برغماتية-مؤسسية، فلكل زمان ظروف مختلفة، اذا كانت الحكومة تنشد فعلياً الشفافية والتواصل مع الشعب والحصول على دعمه وليس دعم نواب موالين للحكومة او اطراف خارج البرلمان.
فدبلوماسية الوساطة والحياد في كل زمان ومكان، جعلت الكويت في مرمى نيران دول صديقة وشقيقة، حتى بلغنا الى الحال الذي عبرت عنه القبس جلياً.. ان الإشادة بالمواقف الكويتية لا ينبغي ان يكون مؤشرا نحو النجاح دوماً.
تعليقات