محمد الوشيحي: أقطع يدي من بؤبؤ العين إن عرف الناس شيئاً عن استعدادات الحكومة لفيروس #كورونا
زاوية الكتابكتب محمد الوشيحي يناير 29, 2020, 10:23 م 515 مشاهدات 0
أكثر ما يخيفني من جهة الحكومة، بشكل عام، أو من جهة أي وزارة، هو إعلانها جاهزيتها الكاملة لكارثة ما أو موسم ما أو حدث ما. بمجرد قراءتي لتصريح مثل "تعلن الوزارة الفلانية استعدادها لكذا وكذا" أشعر بألم في المعدة، وتنميل في أطراف أصابع القدمين، واحولال في العينين.
أشعر بتلك الأعراض؛ لأنني أعلم أن المناصب تم توزيعها، أو قل "تقسيمها"، على المسؤولين، لإرضاء جهات معينة، أو عائلات معينة، أو قبائل معينة، أو طوائف معينة، بشرط أن يكون ولاء المسؤول للجهة التي ساهمت في وصوله إلى المنصب. فإن أرادت تلك الجهة التي ساهمت في تنصيبه، أو ذلك الشخص الذي أوصله إلى المنصب مصلحة ما، فالمنطق وطبيعة الأشياء والوضع العام، كلها تفرض عليه عدم الرفض.
ولن أتحدث هنا عن الكفاءة، فالحديث هذا مدعاة للسخرية من صاحبه. الحديث الوحيد الذي قد، وأقول "قد"، لا يسخر منك الآخرون إن تحدثت به هو عن نظافة اليد، أو مدى نظافة يد المسؤول الفلاني مقارنة بسابقيه.
وكما تفعل الطفلة التي ترغب في دخول عالم النساء، وتحرص على أن يُنظر إليها باعتبارها امرأة ناضجة، فتضع الروج الأحمر الفاقع بشراسة على شفتيها... كذلك تفعل حكوماتنا المتعاقبة، إذ تنسخ تصريحات حكومات الدول الأخرى في كل موسم أو حدث، كي يُنظر إليها باعتبارها حكومة ناضجة تتحمل أعباء المسؤولية.
وأقطع يدي من بؤبؤ العين إن عرف الناس شيئاً عن استعدادات الحكومة لفيروس كورونا. هو تصريح والسلام. فانهيار الوضع في الكويت يراه الكفيف ويسمعه الأصم. لكن إن سألتني الحكومة رأيي، وهي لن تفعل، فسأقول: "لن نصدق أي كلام في الجاهزية إلا إذا أعلنت الحكومة استعدادها لإجلاء الشعب بأكمله إلى جزيرة نائية، فلا ملاجئ صالحة هنا، ولا مستشفيات متأهبة، ولا يحزنون". بل حتى الإجلاء سيكون بالواسطة والمحسوبية، فنحن في الكويت.
تعليقات