‫زايد الزيد: توظيف ⁧‫#البدون‬⁩ كمعلمين في مدارسنا والاستفادة منهم كونهم أبناء البلد أفضل من هدر أموالنا على المعلمين الوافدين الذين يقومون بتحويلها للخارج‬

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 636 مشاهدات 0


كشفت الإحصائيات الأخيرة الصادرة من وزارة التربية والمتعلقة بأعداد وتخصصات المعلمين الكويتيين، والتي نُشرت في بعض الصحف المحلية عن حجم المأساة التي يعانيها القطاع التعليمي في الكويت والذي تصرف الدولة عليه مليارات الدنانير سنوياً وتستأثر ميزانية الرواتب بنصيب كبير ووافر من ميزانية الدولة السنوية.
وتتمثل المأساة في أن عدد المعلمين الكويتيين البالغ 50 ألف معلم ومعلمة تقريباً يتركز في تخصصات معينة وهي التربية الإسلامية واللغة العربية والتربية البدنية والاجتماعيات والفلسفة والتربية الفنية، فيما تعاني الوزارة من نقص هائل في الكوادر الوطنية في التخصصات العلمية مثل الكيمياء والفيزياء والرياضيات وحتى اللغة الإنكليزية.
إن فشل الدولة في عدم استقطاب المعلمين الكويتيين في التخصصات العلمية هو تأكيد على فشلها بشكل عام في إدارة العملية التعليمية، وهذا راجع إلى غياب التخطيط فضلاً عن غياب التنسيق بين وزارة التربية من جهة وجامعة الكويت ووزارة التعليم العالي من جهة أخرى، فأين دور جامعة الكويت في التنسيق مع وزارة التربية لفتح تخصصات خاصة بالمعلمين في المواد العلمية وترغيبهم فيها عبر حزمة كوادر ومميزات ووعود بإكمال الدراسة ورفع للرواتب حتى تنافس الجهات الأخرى التي تقدم رواتب أعلى ومميزات أكثر لهذه التخصصات، وهذا الأمر ينطبق أيضاً على وزارة التعليم العالي ودورها المفقود في هذا المجال عبر الابتعاث الخارجي والداخلي.
أما إذا قامت الوزارة بإنشاء برامج تتعهد بحصول المعلمين في وزارة التربية على بعثات دراسية لإكمال الدراسات العليا في تخصصاتهم العلمية فإنني أضمن أن الكثير من خريجي الكيمياء والفيزياء والرياضيات سيتجهون للتعليم بدلاً  من الاتجاه لإدارات حكومية أخرى.
ناهيك عن آلاف الشباب البدون المتعلمين الذين يمنّون النفس بالدراسة في الجامعات والمعاهد والحصول على شهادات جامعية، وهؤلاء يمكن توجيههم لدراسة التخصصات العلمية التي تعاني وزارة التربية من نقص فيها وتوظيفهم كمعلمين في مدارسنا والاستفادة منهم كونهم أبناء البلد بدلاً من هدر طاقاتهم في وظائف لا تسمن ولا تغني من جوع كحارس مجمع أو مندوب توصيل، وهدر أموالنا على المعلمين الوافدين الذين يقومون بتحويلها للخارج ما يضر الاقتصاد الوطني.
إن حل مسألة نقص الكوادر الوطنية في التخصصات العلمية داخل العملية التعليمية أمر سهل وبسيط لكنه يحتاج لشيء واحد وهو «الإرادة» وهي صفة غير موجودة لدى المسؤولين في الكويت مع الأسف الشديد.

تعليقات

اكتب تعليقك