‫زايد الزيد: ‫وزارة الخارجية باتت اليوم مطالبة بتوجيه رسالة قاسية وواضحة إلى الفلبين بأننا لسنا «جمهورية موز»‬

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 561 مشاهدات 0



في كل عام تتصاعد حدة الخلافات مرة أو مرتين بين الحكومتين الكويتية والفلبينية على خلفية حوادث اعتداء وتعدٍ فردية يقوم بها بعض الكفلاء تجاه العاملات اللاتي يعملن في منازلهم، وهي حوادث موجودة ولا يمكن لأحد إنكارها لكن في الوقت نفسه لا يمكن لأحد أن يرى مقدار التكسب الذي تسعى له أطراف في الفلبين على حساب الكويت وسيادتها.
ولعل حادثة وفاة الخادمة الفلبينية في منطقة الصليبخات ووجود شبهة تعذيب بحق صاحبة المنزل واحتجاز الجهات الأمنية لها ولزوجها بتهمة التستر عليها ، قد أشعلت نار التصريحات مرة أخرى وفتحت باب التكسب الانتخابي والسياسي من جديد في الفلبين على حساب الكويت.
فالرئيس الفلبيني أصدر قراراً على الفور بوقف تدفق العمالة الفلبينية إلى الكويت ، والوزراء الفلبينيون بدأوا بالتباري بالتصريح بما يمس سياسة الكويت والاستخفاف بها، رغم أن الكويت وقعت اتفاقية خاصة بالعمالة الفلبينية لديها مع الحكومة الفلبينية، ورغم أن العمالة المنزلية الفلبينية مشمولة بـ «قانون العمالة المنزلية» الذي تم تمريره عام 2015.
ووصلت الأمور إلى تصريح خطير جداً أدلى به وزير الخارجية الفلبيني يقول فيه بأنه يريد حياة شخص أو اثنين مقابل حياة مواطنته التي قتلت في الكويت، وهو ما يمثل تعدياً على إجراءات سير العدالة وتعطيلاً لعملية التحقيقات وتشويشاً لها وتكسباً رخيصاً على حساب سيادة الكويت وعلى حساب العمال الفلبينيين أنفسهم الذين تأثروا بهذه المزايدات الرخيصة، وفوق هذا وذاك ، فإن التصريح يتوعد الكويتيين بالقتل بشكل سافر الأمر الذي يجعلنا نتساءل ان كان صادراً عن وزير خارجية أم عن بلطجي؟!
هذا التصعيد الفلبيني غير المبرر على جميع المستويات ، لا يكون - للأسف الشديد - إلا من نصيب الكويت وحدها من دون دولٍ فيها اضطهاد حقيقي للعمالة الفلبينية الموجودة لديها ، وهو عائد - بنظري - إلى عدم وجود حزم كويتي ضد تصرفات الدبلوماسيين الفلبينيين والسفارة الفلبينية داخل الكويت، حتى بلغ بهم الاستهتار بالبلد وقوانينه بأن قاموا لأول مرة في التاريخ بتشكيل فرقة «كوماندوز» مكونة من أفراد سابقين في القوات العسكرية الفلبينية الخاصة لتهريب العاملات المنزليات من منازل مخدوميهم، ونشر «بطولات» التهريب على مواقع الصحف الفلبينية كجزء من الحملة الدعائية للرئيس الفلبيني دوتيرتي وفريقه، فضلاً عن تصرفات السفارة الفلبينية المستفزة للمراجعين الكويتيين هناك والتي وصلت إلى حد الضرب والاحتجاز والاعتداء على الكفلاء الكويتيين.
الحزم ضد هذه التصرفات الفلبينية المسيئة للسيادة والمتعدية عليها بات ضرورياً اليوم، وإن وزارة الخارجية باتت اليوم مطالبة بتوجيه رسالة قاسية وواضحة إلى الفلبين بأننا لسنا «جمهورية موز» حتى تنتهك سيادتنا مهما كانت الأسباب، فالكويت فيها جهاز قضائي عادل ومحترم يمكنه التحقيق في جميع الانتهاكات المزعومة مهما كان المتهم فيها.

تعليقات

اكتب تعليقك