زايد الزيد: من لا يقدر على تنسيق موعد عطلة بين المراحل الدراسية المختلفة وهو يملك القرار فيها كيف يمكن لنا أن نؤمنه على مستقبل أبنائنا من حيث التعليم وكتابة المناهج وحتى إدارة الفصول الدراسية؟
زاوية الكتابكتب زايد الزيد يناير 22, 2020, 9:15 م 654 مشاهدات 0
نعيش في الكويت حالة عامة من التخبطات الحكومية في كافة القطاعات والمجالات، حتى باتت هذه التخبطات علامة بارزة وسمة مميزة للعمل الحكومي لدينا ، وبات انعدام التنسيق بين الجهات الحكومية والقطاعات المختلفة بالدولة وهي تعمل منفصلة وبدون انسجام، أمراً اعتيادياً وغير مستغرب من المواطنين والمقيمين على حد سواء.
لكن أن تصل حالة التخبط وانعدام التنسيق إلى قطاع واحد وهو الفطاع التربوي ، ويرأسه مسؤول واحد وهو وزير التربية وزير التعليم العالي ، فهو أمر يدعو للعجب والاستهجان والضحك في آن واحد، فما يحدث اليوم في موضوع "العطلة الربيعية" هو أمر لا يمكن المرور عليه دون مساءلة لأصحاب الشأن والمسؤولين على الملف التعليمي في البلاد، حيث يبدأ الطلاب الجامعيون في جامعة الكويت دراستهم بعد انتهاء عطلة الربيع في نفس الأيام التي يبدأ بها طلبة المرحلة الثانوية عطلتهم في وقت نجد فيه أن طلاب المرحلتين الابتدائية والمتوسطة قد بدأت عطلتهم الربيعية قبل شهر تقريباً!
هذا التناقض في أوقات العطلات بين المراحل الدراسية جعل العائلة الكويتية التي لديها أبناء في جميع المراحل (وهي حالة أغلب العائلات) تعيش في حيرة من أمرها، فالعائلة التي تريد السفر باتت مضطرة للتخلي عن ابنها الجامعي، والعائلة التي تريد التخييم سواء في الكويت أو في الدول المجاورة تورطت بسبب فشل المسؤولين في تنسيق عطلة ربيعية موحدة !
وبينما كنا نطمح في السابق إلى توحيد العطلة الربيعية بين الدول الخليجية، وهو أمر تم لثلاث أو أربع سنوات، بتنا اليوم – بسبب تخبطات المسؤولين لدينا- نطمح إلى توحيد العطلة داخل الكويت فقط.
وليت أن الأمر اقتصر على عدم وجود تنسيق في موعد العطلة بين المراحل الدراسية المختلفة، لكن التهديد الخطير للعملية التعليمية بحسب ما يقول خبراء التعليم يكمن في وصول عدد أيام عطلة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة إلى ٥٠ يوم تقريباً، فإذا كانت عطلة الربيع ٥٠ يوم وعطلة الصيف ٣ شهور وعطلات الأعياد الوطنية تستمر لأسبوع كامل، وغيرها وغيرها، فمتى يدرس الطلبة لدينا؟
إن هذه القضية ليست قضية بسيطة أو عادية، إنما هي تمثل من تمثلات الفشل الحكومي في إدارة الملف التعليمي ، لأننا وبكل بساطة اليوم صرنا "أمة تحتضر" من الناحية التعليمية، فمن لا يقدر على تنسيق موعد عطلة بين المراحل الدراسية المختلفة وهو يملك القرار فيها، كيف يمكن لنا أن نؤمنه على مستقبل أبنائنا من حيث التعليم وكتابة المناهج وحتى إدارة الفصول الدراسية؟!
تعليقات