زايد الزيد: الجامعات الوقفية التي تعتمد على الأوقاف التي يوقفها المحسنون ومحبو العلم والعلماء.. هي التي تحقق الغاية العليا في استقلالها التعليمي والمنهجي
زاوية الكتابكتب زايد الزيد يناير 18, 2020, 10:33 م 782 مشاهدات 0
تحتل جامعة الكويت مع الأسف الشديد مرتبة متدنية من بين الجامعات العربية في غالب التصنيفات العالمية ، وذلك بسبب ضعف المناهج وزيادة عدد الطلاب وعدم وجود أكاديميين يليقون بهذا الصرح العلمي الذي كانت الكويت تباهي به الدول الأخرى، وهو ما أدى في نهاية الأمر إلى نتيجة طبيعية وهي ضعف المخرجات الطلابية منها.
وبسبب عدم استيعاب جامعة الكويت لأعداد الطلاب المتزايدة من خريجي الثانوية العامة ، وذلك لعدم وجود خطط واضحة لدى الحكومات السابقة كما تعودنا، تم السماح بإنشاء الجامعات الخاصة داخل الكويت، والتي تنوعت مناهجها بين الإنجليزية والأسترالية والأمريكية، ودعمت الحكومة هذه الجامعات بتخصيص بعثات للطلاب الكويتيين على نفقتها ، وتأمّل الكثيرون بأن تقوم هذه المؤسسات الاحترافية التي تطمح إلى الربح، وبالتالي فإنها ستقوم بتحسين جودة التعليم، وتغيير نمط التعليم الروتيني الذي تنخره المحسوبيات والبيروقراطية في جامعة الكويت.
لكن شيئاً من هذا لم يحدث مع الأسف الشديد، بل تبارت بعض الجامعات الخاصة مع جامعة الكويت في السوء في التصنيفات في ظل غياب رقابة حقيقية من الدولة .
لذلك إنني أدعو أن يُقام في الكويت نوع آخر من الجامعات، وهو نوع موجود في كل دول العالم المتطورة والمتقدمة، وهي الجامعات الوقفية التي تعتمد على الأوقاف التي يوقفها المحسنون ومحبو العلم والعلماء، وهذه الجامعات تحقق الغاية العليا في استقلالها التعليمي والمنهجي وبالتالي فإنها تسعى إلى هدف واحد وهو رفع شأنها العلمي وصيتها الأكاديمي.
ولا يمكن للتجار وأصحاب الشركات أن يسيطروا على الجامعة الوقفية لأنها ببساطة لا تسعى لتحقيق الربح، كما لا يمكن لوزير أو نائب في البرلمان أن "يبتز" مدير هذه الجامعة لتعيين الدكتور الفلاني أو العلاني، لأنها ببساطة تملك مواردها الخاصة واستقلاليتها المالية.
إن أغلب الجامعات العالمية اليوم الموجودة في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، والتي خرجت آلاف العلماء والباحثين والسياسيين الذين يُشار لهم بالبنان، إنما هي جامعات وقفية لديها أوقاف تقدر بمليارات الدولارات منذ مئات السنين حتى أن جامعة هارفارد تحقق ٨٪ كربح من قيمة أوقافها كل عام والتي تبلغ ٣٧ مليار دولار، بينما تحقق جامعة كولومبيا الموجودة في نيويورك ١٠٪ من قيمة أوقافها كأرباح.
ولقد بدأت معالم الأوقاف الجامعية بالظهور في السعودية وتحديداً في جامعة الملك سعود، حيث تبرع كبار رجال الأعمال الذي درسوا في هذه الجامعة بأوقاف تساعد الجامعة على استقلاليتها وتطوير البحث العلمي والنهج الأكاديمي فيها، فمتى سنراها في الكويت؟
تعليقات