د.سعد الحوفان: لابد من السلطة التوقف عن تطبيق نظام المحسوبية في التعيينات والاعتماد على العناصر الشابة في المناصب القيادية من خلال معيار الكفاءة وذلك إن أرادت أن تكون في مصاف الدول المتقدمة
زاوية الكتابكتب د. سعد الحوفان يناير 18, 2020, 11:36 م 856 مشاهدات 0
الشباب هم عماد المجتمع ومستقبل الدول ، وهم أساس تقدمه وتطوره، وهم اللبنة الأساسية التي تعتمد عليها الدول المتقدمة ، والأمل معقود عليهم فلولاهم لما كان للمجتمعات طموحات وغايات تصبو إليها لتحقيق أهدافها المرجوة بمختلف المجالات التي تنعكس على رفعة البلاد وتقدمها ، لذلك يعتبر الاهتمام بالشباب ضرورة ملحة، وهو اهتمام بالمجتمع أيضاً، فمهما ذكرنا أهمية دور الشباب في تقدم الدول وتطورها، فلن نستطيع أن نحصي دور الشباب في المجتمع.
يمثل الشباب بجميع فئاتهم وتخصصاتهم ثورة التغيير الحقيقية في أي مجتمع يكونون فيه، إذ أنهم يحدثون فرقاً حقيقياً في بلدانهم، والإبداع الكبير دائماً يأتي من عندهم لأن عقولهم متّقدة، وقلوبهم لا تعرف الخوف، وإنما يغمرها الحماس وروح المغامرة، وهم في أي مجتمع يقومون بدورٍ عظيم، سواء كانوا شباباً أو شابات، فالدول المتطورة دائماً تولي الشباب أهمية كبرى، وتعطيهم أدواراً قيادية في المجتمع، ويسلمونهم الوزارات وحتى قيادة الدول، وغير ذلك.
و يعد الصحابي الجليل أسامة بن زيد - رضي الله عنه - أصغر قائد عسكري في الإسلام، فقد شهد الرسول الكريم له بالولاية والقيادة ؛ لما لمسه فيه - رغم حداثة عهده- من عبقرية عسكرية فذة، جعلته جديرا بقيادة جيش المسلمين، ولم يكن أتم عامه الثامن عشر بعد! ، فقد وثق الرسول صلى الله عليه وسلم بالشباب، فسلمهم رايات المعارك زارعاً فيهم تحمل المسؤولية والثقة بقدراتهم، مثل ما حدث في معركة مؤتة بين المسلمين والرومان، بالإضافة إلى القائد قطز الذي حارب التتار، وكان شاباً واشتهر بمقولته "من للإسلام إن لم نكن نحن".
والآن نرى أن بعض الدول الخليجية تولي اهتمام كبيراً بدور الشباب في المجتمع و تؤمن بأهمية الشباب باعتبارهم قوة الحاضر وقادة المستقبل لذلك تقوم بتوفير البيئة المناسبة لاكتشاف هذه الطاقات والإبداعات في كل المجالات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية من خلال إعطاءهم المناصب القيادية في البلد ودفة قيادة البلد فهذا هو الاستثمار الحقيقي للدول التي تعتبر الشباب هم البنية الأساسية للدول على العكس ما نحن عليه بالكويت مع الأسف الشديد أن أغلب المناصب القيادية لم يتمكن الشباب الكويتي من الوصول إليها و السبب يعود إلى عقلية السلطة التي لم تتغير منذ عقود من الزمن وكان الأجدر بالسلطة أن تتماشى مع الدول المحيط بها وأن تساهم في دعم الشباب الكويتي من خلال إعطاء الفرصة لهم لإكتساب الخبرات وخلق جيل قادر على العطاء وعلى تحمل المسؤوليات.
على صعيد دولة الكويت ، لم تحذو الحكومة الكويتية حذو غيرها من حكومات الدول الخليجية الشقيقة التي أيقنت أهمية دور الشباب لبناء الحاضر والمستقبل ، لذا شرعت بعض دول الخليج في تطبيق سياسة تمكين الشباب في المناصب القيادية.
الأمر الذي تحتاج إليه وبشدة دولة الكويت وهو الاستفادة من ثروتها البشرية الهائلة وهم الشباب من خلال الكف عن تطبيق سياسات قياس الخبرة والكفاءة بالسن ولكن لابد من قياسها بالعلم والتأهيل.
يجب على السلطة في البلد الالتفاف إلى الشباب وتمكينهم سياسياً واقتصادياً واجتماعياً من تقلد الأماكن المهمة للحفاظ على مستقبل البلاد وعدم قتل طموحهم داخل البلاد.
لابد من السلطة التوقف عن تطبيق نظام المحسوبية في التعيينات والاعتماد على العناصر الشابة في المناصب القيادية من خلال معيار الكفاءة وذلك إن أرادت أن تكون في مصاف الدول المتقدمة .
ولنا في الدول المتقدمة خير مثال عندما تركت الفرصة للشباب ليغذوا أحلامهم بالتواجد على رأس الهرم في الوزارات، منهم وزير الصحة السويدي وعمره 29سنه،وكذلك ماثيرو رينزي رئيس وزراء واحدة من أكبر الدول الأوربية وهي إيطاليا عندما تولى منصبه وهو في التاسعة والثلاثين، ونحن للأسف إستلم دفت البلد كرئيس حكومة شخص هرم ومستوى تعليمي منخفض.
تعليقات