‫وليد عبدالله الغانم: التطور له ضريبته وضريبة وسائل التواصل الاجتماعي اقتحام الفاشلين لبيوتنا ومنازلنا وكشف التافهين حياتهم الخاصة على الملأ فلا خيراً قدموه ولا شرّا منعوه‬

زاوية الكتاب

كتب وليد الغانم 603 مشاهدات 0


التطور له ضريبته، وضريبة وسائل التواصل الاجتماعي اقتحام الفاشلين لبيوتنا ومنازلنا، وكشف التافهين حياتهم الخاصة على الملأ، فلا خيراً قدموه ولا شرّا منعوه، فعليكم بأبنائكم وبناتكم حتى لا ينجرفوا خلف الوهم وعبودية المال والوضاعة. 

وسائل التواصل الاجتماعي أخرجت لنا عشرات المشاهير رجالاً ونساءً، كثير منهم بلا قيمة إنسانية حقيقية، لم يصل لشهرته بسبب موهبته أو إنجازه أو تميزه في أي مجال يذكر، بل على العكس اشتهر بعضهم بسبب ثرواتهم المشبوهة، وأموالهم التي ظهرت من الفراغ، فدعتهم إلى التباهي بكل ما حرموا منه في حياتهم بصورة فقيرة جداً، وتغيير أشكالهم وأجسادهم بكل حيلة ممكنة، وبعضهم اشتهر بتخليه عن مسالك الفضيلة والحياء وبسلاطة لسانه أو بممارساتهم اليومية القبيحة التي يضادون فيها ثوابت الدين وأعراف المجتمع، ليلفتوا فيها الأنظار وتحقق لهم ذلك ولكن بأبشع صورة.

ساعد في اشتهار هذه الفئة متابعة الناس لها وملاحقة أخبارها ولو من باب التطفل والفضول، وللأسف مضت الشهور والسنون على هذه الأشكال الغريبة، ولم تقدم للمجتمع ولا للناس أي فائدة تذكر لا في التوعية المجتمعية ولا العمل التطوعي ولا خدمة الوطن إلا القليل منهم.

لا يكاد يمر علينا يوم أو أسبوع إلا ظهرت لنا حادثة مشينة منهم، تكشف طبيعة مجتمعهم أو تصريحا سخيفا لأحدهم يفضح ضحالة عقولهم أو خلافا بينهم، تشغل به المخافر والمحاكم، وإن فئة كهذه من أولئك المشاهير لا نجد لهم فايدة ولا عايدة.

الجزء القبيح من حياة هذه الفئة التافهة هو ما قد يتأثر به الناشئة والمراهقون مما يشاهدونه من حياتهم اليومية أو أفكارهم الضحلة أو مبادئهم الخائبة، وهي أمور وقضايا يعرفها الجميع، مما يتم تناقله في رسائل الواتساب وبرامج التواصل الاجتماعي، ويحق ههنا لكل أسرة أن تخشى على أبنائها من انخداعهم بتلك الشخصيات الوقحة بما تحمله من سلوكيات منحرفة ومبادئ هدامة، وذلك بالحوار مع الأبناء وتنبيههم لما يصدر منهم وتقييم نظرة الأبناء لهم.

ثم الدور على المؤسسات الحكومية والأهلية بعدم إبراز هذه النماذج الفاشلة ودعوتها للظهور في المحافل العامة، وتكريمهم بما لا يستحقونه، وكذلك على الجهات المعنية في الداخلية القيام بدورها في محاسبة من يخالف القانون منهم بأي ممارسة أو أقوال شاذة، وهو المعتاد من أولئك الناس.

التطور له ضريبته، وضريبة وسائل التواصل الاجتماعي اقتحام الفاشلين لبيوتنا ومنازلنا، وكشف التافهين حياتهم الخاصة على الملأ، فلا خيراً قدموه ولا شرّا منعوه، فعليكم بأبنائكم وبناتكم حتى لا ينجرفوا خلف الوهم وعبودية المال والوضاعة.

والله الموفق.

تعليقات

اكتب تعليقك