مبارك العبدالهادي: كفى نحراً في هذا الوطن الذي أصبح لا يعرف الهدوء والراحة أو الاستقرار في علاقة سلطتين يفترض أنهما تحملان هموم شعب وتخططان لبناء مستقبل مزدهر
زاوية الكتابكتب مبارك العبدالهادي ديسمبر 26, 2019, 10:01 م 785 مشاهدات 0
بعد ولادة الحكومة الجديدة، وفي ظل التوتر المبكر في العلاقة بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، اعترض عدد من النواب على بعض الوزراء سواء الجدد أو العائدون، لذلك فإن الأمور قد تأخذ خلال الأيام المقبلة انحرافاً وعودة إلى المربع الأول فـ»لا طينا ولا غدا الشر»، وكأنه كُتب علينا الدوامة والعاصفة التي لا تنتهي مادام التفاهم مفقوداً والحلول غائبة وعالقة والمزاجية تقودها بعض الأهواء التي تواجه التصعيد دوما في ظل غياب الإنجازات وتعطل بعض القوانين والمشاريع.
هل ستنصلح حال السلطتين؟ وهل سيكون هناك توافق في الطرح بينهما؟ وهل سنمر بأيام كلها هدوء وسلام بلا مشاكل؟ وهل سيكون هناك إجماع على العمل المشترك؟
كلها أسئلة تطرح نفسها أمام الشارع الكويتي، لأن الأمر يحتاج إلى العصا السحرية لعلاج العقول والقلوب معًا، وإيجاد نواب ووزراء يتفق الكل على نجاحاتهم لتحقيق قفزات في أوضاع البلاد والمواطنين، ومن الطبيعي أن كل ذلك لن يتحقق ما دمنا نسير وراء بعض المزاجية والعناد والتناحر والصراع في مختلف نواحيه، لأن المفهوم الحقيقي للديمقراطية غائب عنا ومازلنا نتكئ على العكاز بسبب العرج الذي شل حركة مسارنا، وإصابة البعض بالصمم عمدًا لأنهم لا يريدون سماع أصوات غير أصواتهم النشاز في حين نستمر نحن في التراجع والتخلف.
فإلى متى ونحن ندخل في منعطف ونخرج من آخر؟ ولماذا لا تكون هناك جلسة حوار ومصارحة تحدد فيها الأسباب المؤدية الى استمرار هذا التوتر؟ ولماذا لا يكون هناك اتفاق شعاره «من أجلك يا كويت»؟
كفى نحراً في هذا الوطن الذي أصبح لا يعرف الهدوء والراحة أو الاستقرار في علاقة سلطتين يفترض أنهما تحملان هموم شعب، وتخططان لبناء مستقبل مزدهر، وإيجاد كل سبل الراحة للمواطنين والتصدي لكل الأمراض الطارئة أو المتفشية بسبب الفساد وغيره من التجاوزات، والتصدي لجشع بعض الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة.
ارحموا أناساً أصبحوا ينتظرون سماع خبر يحقق الابتسامة على شفاههم في أيامهم التي يقضونها بكآبة وملل، بعد أن سئموا وفقدوا الثقة في بعض النواب والوزراء، وابدؤوا عاما جديدا يحمل أفكاراً من شأنها أن تنقلنا إلى عالم أجمل وأيام أسعد ومستقبل باهر.
ابتعدوا عن البطانة الفاسدة التي لا همّ لها سوى تلميع الصورة والتحريض على الشرفاء وحماية الفاسدين، لأن هؤلاء سبب دمار العديد من الأمور ووصولنا إلى هذا التراجع والتراشق.
من أجل الكويت أعيدوا النظر في أنفسكم قبل غيركم، وعالجوا أمراضكم وفسادكم، وأصلحوا الأمور قبل تراكم المشاكل وتفاقمها.
من أجل الكويت أصلحوا أحوالكم وحاسبوا اللصوص والمتآمرين على شعب ممن يدخلون الفتن ويثيرون المشاكل والمحسوبية والعنصرية.
من أجل الكويت ابتعدوا عن الشراذم التي حولكم والتي توجهكم نحو الخطيئة وتجعلكم في منأى عن الناس.
تعليقات