‫زايد الزيد: مصير الدول الخليجية هو مصير مشترك وواحد ولو كانت هناك «خلافات» فنية حول منطقة حدودية أو بئر نفطية فهي خلافات نابعة من صميم العمل البيروقراطي ‬

زاوية الكتاب

كتب زايد الزيد 804 مشاهدات 0


وُقّعت أخيراً الاتفاقية الملحقة باتفاقية تقسيم المنطقة المحايدة والتي تستهدف إعادة الإنتاج النفطي في هذه المنطقة المقسومة بين الكويت والسعودية بعد توقف دام لخمس سنوات تقريباً خسر فيه البلدان الكثير من الأموال النفطية.
وتنتج المنطقة النفطية المقسومة بين الكويت والسعودية 500 ألف برميل وهو ما يمثل رقماً مهماً بالنسبة للاقتصاد الكويتي الذي سيتعزز وستزيد الثقة فيه نظراً لحل هذه المشكلة التي كانت تؤرقه على مدى خمس سنوات كاملة.
ورغم أن كل طرف كان يملك أسباباً ومبررات تؤيد وجهة نظره، فالطرف السعودي كان يقول بأن هناك خطورة بيئية تستدعي إيقاف العمل في المنطقة في عام 2014، وطرفنا الكويتي يقول بأن الشركة التي جدد لها السعوديون للعمل في الحقول ليس لديها ترخيص في الكويت للتصدير من موانئنا، ومع ذلك فالجميع اليوم سعيد بطي هذا الملف.
إن مصير الدول الخليجية هو مصير مشترك وواحد، ولو كانت هناك «خلافات» فنية حول منطقة حدودية أو بئر نفطية، فهي خلافات نابعة من صميم العمل البيروقراطي والإدارات الحكومية والمؤسسات داخل البلدان، أما وحدة المصير، واتحاد الشعوب، وتفاهم القادة، فهو موجود ونابع حتى قبل تشكيل مجلس التعاون لدول الخليج العربي والذي رفع هذا التعاون «الودي» إلي درجة رسمية في طريق الاتحاد بين دول المنطقة.
لذلك فإن المتربصين، الذين يحاولون استغلال الظروف الوقتية للدول الخليجية، وخلافاتها في «بعض» وجهات النظر، وهي خلافات تحدث بين الأخوة في البيت الواحد، إنما يحاولون محاولة فاشلة لن تنجح، لأن هذه الوحدة الخليجية قامت على المصير المشترك قبل أن تقوم على أي شيء آخر.
ورغم انتهاء «قضية المنطقة المقسومة» على خير إلا أنها نبهتنا إلى شيء مهم وهو ضرورة حل الخلافات «الفنية» بين الدول الخليجية حول المناطق الحدودية النفطية والتي لا تزال موجودة بين بعض الدول الخليجية عبر آلية واحدة ومتفق عليها، وهي آلية مجلس التعاون لدول الخليج العربي، وذلك قطعاً للخلاف وحسماً له وخوفاً من أن تكبر الأمور إلى ما لا تحمد عقباه.

تعليقات

اكتب تعليقك