‫داهم القحطاني: يجب تأسيس معهد متخصص في توثيق الأحداث التاريخية بحيث يصدر موسوعات تتضمن رصداً دقيقاً لكل الأحداث التي تتعلّق بالكويت مع نبذة عن هذه الأحداث‬

زاوية الكتاب

كتب داهم القحطاني 587 مشاهدات 0


تحدثت افتتاحية جريدة القبس الأخيرة عن أهمية توثيق التاريخ والأحداث، ودعت الحكومة إلى الاهتمام بهذا الجانب. 


القبس لفتت انتباه الجميع إلى أهمية التوثيق بعد أن دشنت منذ مطلع سبتمبر الماضي مشروع القبس بريميوم، وهو أول مشروع من نوعه في الكويت والخليج والشرق الأوسط. في حياتنا العادية كأفراد، نحرص على التقاط الصور في مناسبات معينة لكي تحفظ لنا الذكريات الجميلة، ولهذا الإنسان بطبيعته يهتم بالتوثيق، كما يحرص كثيرون على توثيق كل ما يتعلّق بممتلكاتهم ومراكزهم المالية من أرصدة وديون لكي لا تضيع الحقوق. 


لهذا يجب على الدولة، أي دولة، أن تحرص على توثيق الأحداث التاريخية، فربما تحتاج لهذا التوثيق حين تبرز الخلافات السياسية، فربّ رسالة تلقاها حاكم في حقبة تاريخية قديمة وتم الاحتفاظ بها وتوثيقها ساهمت في حماية حدود هذه الدولة من أن تكون سهلة المنال للدول الطامعة. 


في الكويت لدينا شيء من التوثيق، لكنه لا يرقى إلى الطموح، فالمطلوب تأسيس معهد متخصص في توثيق الأحداث التاريخية، بحيث يصدر موسوعات تتضمن رصداً دقيقاً لكل الأحداث التي تتعلّق بالكويت مع نبذة عن هذه الأحداث تتم عبر نقل أمين للأحداث لا يتأثر بمصلحة أو مشاعر. 


هذا المعهد يفترض أن يشجع ثقافة التوثيق لدى مؤسسات المجتمع المدني، ويقدم لها الدعم اللازم لتسهيل أعمالها، بحيث تتكون مع مرور السنين حصيلة هائلة من المعلومات يمكن الاستفادة منها في الحاضر وفي المستقبل في إعداد الخطط وفي رسم الاستراتيجيات، وأيضاً في التعرف على طبيعة الكويت السكانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في حقبة معينة. 


في القبس بريميوم وجدنا كماً هائلاً من المعلومات كان مهدداً بالضياع لولا أن مؤسسي جريدة القبس قرروا ومنذ فترة طويلة إنشاء مركز للمعلومات والدراسات يتم فيه توثيق ما تنشره القبس لكي يتاح للأجيال المقبلة، وبالفعل أتت هذه الأجيال لتجد كنوزاً من المعلومات. 


التوثيق ليس مجرد سرد ممل للتاريخ، وليس مجرد عرض لأوراق قديمة ومقتنيات أثرية، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، وحان الوقت لأن نتعامل معه بشكل أكثر جدية.


تعليقات

اكتب تعليقك