الدعيج:علاقة امن الدولة بالجماعات الدينية مشبوهة

زاوية الكتاب

كتب 506 مشاهدات 0


لنكن في مستوى الحدث انا المفروض أن اكون بدأت الاجازة من يوم امس، لكن يبدو ان امن الدولة هو الذي اصبح من يقرر للناس في هذا البلد واقعهم ، كيف يعيشون وكيف يفكرون ومتى يأخذون الاجازة بعد. غير معقول ان تستنفر دولة وتخب النيابة نفسها من اجل منشور حزب التحرير، وغير معقول ان ينشط امن الدولة وتقتحم سراياه الادارات الحكومية بحثا عن منشور يعترض على اقامة محطة مزعومة في جورجيا، وغير معقول ايضا ان يعتقل مسؤولو احد المنتديات لا لشيء الا لانه سخر من مواصفات رئيس اتحاد كرة القدم..!! ما يجري هو هجمة متعمدة ضد الحريات، ولا يمكن تفسيره الا على انه 'بروفة' لحل مجلس الامة. فحزب التحرير منذ زمن في الكويت. والاحزاب والجماعات الدينية تحتضنها السلطة وتفضلها وخصوصا امن الدولة المعروفة علاقته المشبوهة بالجماعات الدينية التي كان ولا يزال يقرب ويتقرب من بعضها، فلماذا اذن حزب التحرير ولماذا الان؟ ولماذا يهجم امن الدولة على مكاتب بعض الموظفين ويحقق معهم لمجرد ان مواطنا عبر عن رايه في محطة كهرباء 'جورجيا'.!! انتقاد الحكومة على تقديمها قرضا لانشاء محطة كهرباء في جورجيا ليس من المفروض ان يستنفر امن الدولة ويقض مضجع الحكومة، خصوصا ان الخبر غير صحيح وتم نفيه من قبل المصادر الحكومية.. فلماذا هذه الغضبة ولماذا هذه الشدة تجاه منشور لم يتعد مضمونه انتقاد قرار وزاري او - والله اعلم - اداري من قبل صندوق التنمية؟! ان ما يجري هو بالفعل هجمة مقصودة، وهي لا تختص بحزب التحرير فكل الجماعات الدينية بشكل مباشر أو غير مباشر تدعو الى اسلمة الدولة واقامة الخلافة، والسلطة تشجع وترز في هذه الجماعات. ما يجري عمليا هو جس نبض واختبار للارادة الشعبية يسبق نوايا التفرد والحجر على الحريات. بل اكاد اجزم بان الطرف المعادي للحريات في السلطة والمهيمن على امن الدولة يريد تقديم برهان للقيادة السياسية على سهولة او امكانية الانقلاب على الدستور والحجر على حريات الناس. انها 'البروفة' وانها المحاولة الساذجة لاقناع اصحاب القرار بسهولة الانقلاب على الدستور الذي يخطط له البعض.. ومهمة القوى الوطنية الديموقراطية ان تعطي الجواب الصحيح. عبداللطيف الدعيج
القبس

تعليقات

اكتب تعليقك