نادية الشراح :لماذا تحدث ازمة الكرباء والماء في الكويت؟
زاوية الكتابكتب أغسطس 20, 2007, 9:53 ص 545 مشاهدات 0
الحال والحل :الصيف والضيف
من حيث المبدأ، لا يفترض أن تحدث في الكويت أزمة كهرباء أو أزمة ماء، ولعل أبسط
التخطيط يلغي أي احتمال لبلوغ مرحلة الأزمة، ولكن إما لا حياة لمن تنادي، وإما حياة
ولكنها فاسدة، أمعنت في المراهنة على الإثراء تحت ضغط الأزمة.
قبل بضع سنوات، وأمام حشد من الضيوف، استمعت لسفير إحدى الدول الكبرى يقول: كم رغبت
في أن أعود إلى الكويت في الصيف، فبعد موسم حار ورطب في أوروبا، وبعد خيار سيئ لأحد
القصور القديمة المحولة إلى فندق، ودون تكييف، بدأت معاناتي وأسرتي. كنا نحلم
بالوقت الذي نخفض فيه برودة تكييف منزلنا المركزي في الكويت، لننام بعد أن أصبح
النوم هناك غاية لا تدرك.
ولم يكن هذا الحدث بعيداً عن السنة التي سمعت فيها موقفاً مماثلاً من مسؤول سابق
قرر أن يقضي إجازته الصيفية في أحد البيوت الريفية في الغرب، ومعاناته بين تحمل
الرطوبة والحبس بخلاف قلة النوم. حديث الاثنين كان رد فعل على خلو الكويت من الضيوف
في الصيف، حين كنا نخبر كل من نعرف من الخارج، بألا يأتي ضيفاً على الكويت في
الفترة ما بين منتصف مايو حتى منتصف سبتمبر.
قبل بضع سنوات، وجدنا من يتفق معنا على التمني بالعودة إلى الكويت في الصيف، وفي
ذلك بعض التعويض المعنوي لمن يبقى فيها، خصوصاً بعدما أصيبت الطرق والشوارع بالتخمة
المرورية، ولكن لم تتركنا الحكومة في حالنا، فقد استدعت ضيفا غير مرحب فيه إلى
صيفنا. الضيف «ترشيد» أصبح ضيفا ثقيلاً، وأصبحت أعيننا على دائرة الاستهلاك، وعلى
الرسائل الهاتفية، لا نعرف متى يبدأ القطع المبرمج الذي خبرناه سابقا، لقد سرقوا
حسنة الصيف الوحيدة، ومع السرقة عمَّموا خصلة أخرى غير حميدة، فهم يكذبون عندما
يقولون إن الحل بالترشيد، فالترشيد أضعف الإيمان مثل الجهاد بالقلب.
من حيث المبدأ، لا يفترض أن تحدث في الكويت أزمة كهرباء أو أزمة ماء، ولعل أبسط
التخطيط يلغي أي احتمال لبلوغ مرحلة الأزمة، ولكن إما لا حياة لمن تنادي، وإما حياة
ولكنها فاسدة، أمعنت في المراهنة على الإثراء تحت ضغط الأزمة، ويظل الحل أولا
بإبعاد ضرورات البشر عن الفاسدين والمراهنين على ذلك النمط من الإثراء، ومعاقبة من
أخطأ من الطاقم الحكومي على ذلك التقصير الفادح الذي أوصلنا إلى مرحلة الأزمة،
والحل ثانيا بفرض رسوم تصاعدية على الاستهلاك، فهذه هي حال دول العالم باستثنائنا،
ثم يأتي الحل ثالثا بالتوعية والترشيد من باب الاستزادة والتحوط وليس من باب الحل.
وحتى لا نعود إلى نصح صديق بعدم الحلول ضيفاً على الكويت في الصيف، وحتى يبقى كل من
السفير والمسؤول يحمل بعض الهوى للعودة إلى الكويت في ظروف مناخية استثنائية،
تخلصوا من ضيف صيفنا الثقيل، وليقتصر الترشيد على نهجنا في التخطيط والعمل.
نادية علي الشراح
الجريدة
تعليقات